
هومبريس – ع ورديني
في لحظة وُصفت بالتاريخية، رحّب الإتحاد الإفريقي، أمس السبت، بتوقيع إتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية و رواندا، معتبراً إياه خطوة محورية نحو إنهاء عقود من الصراع الدموي في شرق الكونغو، الذي خلّف وراءه آلاف القتلى و ملايين النازحين.
الإتفاق، الذي تم توقيعه رسمياً في العاصمة الأمريكية واشنطن، يستند إلى إعلان مبادئ تم التوصل إليه في أبريل الماضي، و يتضمن التزامات واضحة بـ”إحترام السيادة الوطنية و وقف الأعمال العدائية” في المناطق الشرقية من الكونغو الديمقراطية.
وقد حضر حفل التوقيع شخصيات رفيعة، من بينها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، و نظيراه من الكونغو الديمقراطية و رواندا، تيريز كاييكوامبا فاغنر و أوليفييه ندوهونجيريهي.
رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، الذي حضر مراسم التوقيع، عبّر عن دعمه الكامل لهذه الخطوة، مشيداً بـ”الجهود المخلصة” التي بذلتها كل من الولايات المتحدة وقطر لتيسير الحوار بين الطرفين، واصفاً الإتفاق بأنه “بداية جديدة لمسار المصالحة و الإستقرار في منطقة عانت طويلاً من ويلات الحرب”.
الإتفاق يُعد ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة قادتها واشنطن و الدوحة خلال الأشهر الماضية، في محاولة لكسر الجمود السياسي و العسكري بين البلدين.
وقد ساهمت هذه الوساطة في تقريب وجهات النظر، و تهيئة مناخ ملائم لتوقيع إتفاق يُراعي مصالح الطرفين و يُمهّد الطريق أمام تسوية شاملة.
رغم الترحيب الواسع، تُعلّق الأنظار الآن على مدى التزام الطرفين بتنفيذ بنود الإتفاق على الأرض، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني و تعقيدات المشهد الإقليمي.
ويُنتظر أن يُشكّل هذا الاتفاق إختباراً حقيقياً لإرادة السلام، و فرصة نادرة لإعادة بناء الثقة بين الجارين.