الرئيسية

فيتامين (د).. السلاح الطبيعي الخفي الفعّال الذي تصنعه أشعة الشمس و تحمي به عظامك من الإنهيار الصامت

هومبريسح رزقي 

يُعد التعرض المعتدل لأشعة الشمس من أبرز الوسائل الطبيعية التي تُمكّن الجسم من إنتاج فيتامين (د)، وهو عنصر حيوي يساهم في دعم بنية العظام، تقوية الأسنان، وتعزيز أداء العضلات، إضافة إلى دوره في دعم الجهاز المناعي والوقاية من بعض الأمراض المزمنة.

ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد إقبال الناس على الأنشطة الخارجية، مثل المشي، السباحة، أو التنزه، مما يمنحهم فرصة للاستفادة من هذه الأشعة الذهبية بطريقة طبيعية وآمنة.

يلعب هذا الفيتامين دورًا محوريًا في تنظيم توازن الكالسيوم والفوسفات داخل الجسم، وهما عنصران أساسيان للحفاظ على الهيكل العظمي في حالة مثالية، كما يساهم في دعم وظائف الأعصاب والوقاية من التشنجات العضلية.

غير أن نقصه قد يؤدي إلى اضطرابات صحية، أبرزها تشوهات في الهيكل العظمي لدى الأطفال، مثل الكساح، أو ضعف في صلابة العظام لدى البالغين، وهي حالة تترافق غالبًا مع آلام مزمنة، وشعور عام بالإرهاق، وضعف في الكتلة العضلية.

ولتحقيق استفادة آمنة، ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس لفترات قصيرة ومنتظمة، مع مراعاة توقيت الخروج، وتجنب الأوقات التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها.

الدكتور كاران راجان، الجراح في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، أوضح أن قضاء نحو 25 دقيقة في ضوء الشمس، عدة مرات أسبوعيًا، كفيل بتحفيز إنتاج هذا الفيتامين بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخلات إضافية أو مكملات فورية.

من جانبها، أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أن الجسم لا يُخزن كميات زائدة من فيتامين (د) عند الحصول عليه من الشمس، إلا أن التعرض المفرط قد يؤدي إلى أضرار جلدية، منها الحروق، التصبغات، وزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد، خاصة لدى أصحاب البشرة الفاتحة.

لذلك، يُوصى باستخدام كريمات الحماية المناسبة، ارتداء ملابس خفيفة تغطي البشرة، استخدام القبعات والنظارات الشمسية، وتفادي الخروج خلال ساعات الذروة الممتدة من منتصف النهار حتى الثالثة بعد الظهر.

بعيدًا عن الشمس، يمكن الحصول على هذا الفيتامين من مصادر غذائية محدودة، مثل الأسماك الدهنية (كالسلمون والماكريل)، صفار البيض، الكبد، واللحوم الحمراء، إلا أن الكميات غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية الاحتياجات اليومية.

كما تُعد المكملات الغذائية خيارًا فعالًا، خاصة خلال الفصول التي تقل فيها أشعة الشمس، مثل الشتاء، أو في المناطق التي تشهد طقسًا غائمًا لفترات طويلة، حيث يُوصى بتناولها تحت إشراف طبي لتفادي الجرعات الزائدة.

ويُشير خبراء التغذية إلى أن امتصاص فيتامين (د) يرتبط أيضًا بصحة الجهاز الهضمي، إذ إن بعض الحالات مثل متلازمة الأمعاء الالتهابية، داء كرون، أو سوء الامتصاص قد تعيق استفادة الجسم منه، ما يستدعي استشارة طبية لتحديد الجرعة المناسبة من المكملات وفقًا للحالة الصحية.

كما أن التوازن بين التعرض للشمس وتناول المصادر الغذائية يُعد مفتاحًا للحفاظ على مستويات مستقرة من هذا الفيتامين، دون الوقوع في فخ الإفراط أو النقص، مما يُجنب الجسم مشاكل صحية قد تتفاقم بصمت، مثل هشاشة العظام، ضعف المناعة، واضطرابات المزاج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق