الرئيسية

المملكة المغربية تطرق أبواب الشرق بقوة.. شراكة جوية مع “تشاينا إيسترن” تفتح آفاق مليون سائح صيني

هومبريسع ورديني 

في خطوة نوعية لتعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية آسيوية، وقّع المكتب الوطني المغربي للسياحة، أمس الإثنين بالعاصمة الرباط، إتفاقية شراكة إستراتيجية مع شركة الطيران الصينية العملاقة “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، بحضور وزيرة السياحة و الصناعة التقليدية و الإقتصاد الإجتماعي و التضامني، فاطمة الزهراء عمور.

الإتفاق، الذي وقّعه المدير العام للمكتب، أشرف فايض، ورئيس الشركة الصينية، وانغ زيشينغ، يهدف إلى إطلاق خطة تسويق متكاملة تستهدف السوق الصينية، من خلال تنظيم حملات ترويجية مشتركة، و برمجة رحلات تعريفية للصحافة و المؤثرين، و تحسين الربط الجوي بين البلدين.

توسيع الأفق السياحي نحو الشرق 

في كلمتها بالمناسبة، أكدت الوزيرة عمور أن هذه الشراكة تندرج ضمن رؤية المغرب لجعل المملكة وجهة مفضلة للمسافرين من مختلف القارات، مشيرة إلى أن التعاون مع “تشاينا إيسترن” يعكس التوجه الإستراتيجي نحو تنويع الأسواق و الإنفتاح على آسيا، باعتبارها أحد أكبر مصادر السياح في العالم.

من جانبه، شدد أشرف فايض على أن الإتفاق يعكس قدرة المغرب على بناء شراكات نوعية مع كبار الفاعلين في النقل الجوي، مضيفاً أن العرض السياحي المغربي يتميز بالأصالة و التنوع، ما يجعله مؤهلاً لإستقطاب شرائح واسعة من السياح الصينيين الباحثين عن تجارب ثقافية غنية و ضيافة راقية.

ربط جوي مباشر يعزز التدفق السياحي 

ويأتي هذا التعاون بعد إطلاق خط “شنغهاي – الدار البيضاء” عبر مرسيليا في يناير 2025، على أن يتم تدشين خط مباشر بين شنغهاي و الدار البيضاء بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً إعتباراً من أكتوبر من نفس العام.

هذا الخط سيعزز الربط مع أكبر قطب اقتصادي و سياحي في الصين، إلى جانب الخط المباشر “بكين – الدار البيضاء” الذي تؤمنه الخطوط الملكية المغربية.

رهان على مليون سائح صيني في أفق 2030  

يسعى المكتب الوطني المغربي للسياحة، من خلال هذه الشراكة، إلى ترسيخ مكانة المغرب كوجهة مفضلة لدى السياح الصينيين، عبر عروض مصممة خصيصاً لهذه الفئة، تركز على الثقافة المغربية، التراث، و فنون العيش الأصيلة.

ويطمح المكتب إلى جذب مليون سائح صيني بحلول عام 2030، في إطار رؤية شاملة لتحويل المغرب إلى مركز سياحي مرجعي على مستوى القارة الإفريقية.

فرص إقتصادية و إستثمارية موازية  

إلى جانب البعد السياحي، يُتوقع أن تفتح هذه الشراكة آفاقاً جديدة للإستثمار و التبادل الثقافي بين المغرب و الصين، خاصة في مجالات الضيافة، النقل، و الترويج الرقمي.

كما ستُسهم في خلق فرص شغل و تعزيز الإقتصاد المحلي في المدن السياحية الكبرى، و على رأسها الدار البيضاء، مراكش، و فاس.

السياحة ما بعد الجائحة.. المغرب يراهن على التنويع الذكي  

في ظل التحولات التي يشهدها قطاع السياحة العالمي بعد جائحة كوفيد-19، يبرز هذا الإتفاق كخطوة ذكية نحو تنويع الأسواق و تخفيف الإعتماد على الوجهات التقليدية.

السوق الصينية، التي تُعد من بين الأسرع نمواً في العالم، تمثل فرصة إستراتيجية للمغرب لإعادة رسم خريطة تدفقاته السياحية، وفق رؤية تستند إلى الجودة و التجربة الأصيلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق