
هومبريس – م أبراغ
تعرضت سيدة ثلاثينية، مساء الأربعاء (02 يوليوز)، للدغة أفعى سامة على مستوى رجلها أثناء طهيها للخبز باستعمال أعواد برية جافة، و ذلك بالقرب من منزله أسرتها بجماعة زايدة الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم ميدلت (جهة درعة تافيلالت)، ما خلف صدمة قوية وسط أهلها.
هذا، وقد جرى نقل الضحية على وجه السرعة و في حالة حرجة نحو مستعجلات المستشفى الإقليمي لميدلت، قصد إخضاعها للفحوصات و العلاجات الضرورية، وفق البروتوكول الطبي المعتمد في مثل هذه الحالات.
تشكل لدغات الأفاعي خطراً صحياً متجدداً و متزايداً في العديد من المناطق القروية بالمملكة، حيث تُسجّل سنويًا أكثر من 250 حالة إصابة مؤكدة، وفقاً لمعطيات المركز المغربي لمحاربة التسمم و اليقظة الدوائية، التي تُبرز حجم التحدي الذي تواجهه المنظومة الصحية، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من ضعف الولوج إلى العلاج السريع و غياب التغطية الطبية الكافية خلال فترات الذروة المناخية.
وتُشير بيانات المركز ذاته إلى أن جهة درعة-تافيلالت تُعد من بين المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الزواحف السامة، خاصة خلال فصل الصيف، حيث تشهد هذه الكائنات نشاطاً متزايداً بفعل ارتفاع درجات الحرارة و تراجع الغطاء النباتي، ما يدفعها إلى الاقتراب من المناطق السكنية و يزيد من إحتمالات التعرض للدغات، خصوصاً في القرى و المناطق الجبلية.
من منظور وقائي، تُبرز هذه الوقائع الحاجة الملحّة إلى تعزيز منظومة التدخل السريع في المناطق النائية، من خلال ضمان التوفر الدائم للأمصال المضادة، و تكوين الأطر الصحية على التعامل مع حالات التسمم، إلى جانب إطلاق حملات توعية موجهة للسكان حول كيفية تفادي المواجهة مع الزواحف السامة، خصوصاً أثناء الأنشطة اليومية كجمع الحطب أو الطهي في الهواء الطلق.
ومن الزاوية البيئية، تُظهر المعطيات أن تزايد حالات لدغات الأفاعي يرتبط أيضاً بتغيرات مناخية متسارعة، أبرزها نشاط الزواحف السامة في الفضاءات المفتوحة، بفعل تقلص مواطنها الطبيعية، و ارتفاع درجات الحرارة، و توسع التمدد العمراني و الزراعي، ما يدفعها تدريجياً إلى الإقتراب من المناطق السكنية، و يزيد من إحتمالات المواجهة المباشرة مع السكان، خاصة في القرى و المناطق الجبلية.