
هومبريس – ع ورديني
في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها أزمة الإجهاد المائي، أطلقت ولاية جهة بني ملال خنيفرة، مساء يومه الجمعة 04 يوليوز الجاري، حملة تحسيسية جديدة تهدف إلى ترسيخ ثقافة ترشيد استهلاك الماء، و تعزيز الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الحيوية التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
وقد أشرف والي الجهة، السيد محمد بنرباك، على إعطاء الإنطلاقة الرسمية لهذه المبادرة البيئية، التي تنظمها وكالة الحوض المائي لأم الربيع، بشراكة مع شركة النقل الحضري “KARAMA BUS”، في إطار مقاربة تشاركية تسعى إلى إشراك مختلف الفاعلين في نشر ثقافة الإستهلاك المسؤول.
وتُعد هذه الحملة المحطة الخامسة ضمن برنامج تحسيسي متكامل تعتمده الوكالة، و يهدف إلى تغيير السلوكيات اليومية المرتبطة باستخدام الماء، من خلال تبني ممارسات مستدامة في الحياة المنزلية و المهنية، و تشجيع المواطنين على اعتماد سلوكيات بسيطة لكنها فعالة في الحفاظ على الموارد المائية.
وقد تم اختيار حافلات النقل الحضري كوسيلة مبتكرة لنقل الرسائل التوعوية، حيث ستجوب هذه الحافلات أقاليم بني ملال، الفقيه بن صالح، و بأفورار (إقليم أزيلال)، محمّلة بشعارات بصرية و لافتات تحفيزية تُذكّر المواطنين بأن كل قطرة ماء تُحسب، و أن الحفاظ عليها مسؤولية فردية و جماعية.
وتندرج هذه الحملة ضمن البرنامج السنوي للتواصل و التحسيس الذي أطلقته الوكالة، والذي شمل في محطاته السابقة المدارس، المؤسسات التعليمية، المرافق المهنية، وحدات إنتاج زيت الزيتون، الأسواق، و التجمعات السكنية.
ويُراهن هذا البرنامج على مقاربة القرب، من خلال النزول إلى الميدان و التفاعل المباشر مع المواطنين، لتغيير أنماط الإستهلاك و تعزيز الشعور بالمسؤولية البيئية.
من الناحية البيئية، تأتي هذه الحملة في سياق وطني حرج، حيث باتت ندرة المياه تهدد الأمن المائي و الغذائي في عدد من الجهات، نتيجة توالي سنوات الجفاف و تراجع التساقطات.
وتشير تقارير الوكالة إلى تراجع مقلق في منسوب المياه الجوفية والسطحية، ما يستدعي تعبئة جماعية عاجلة، تتجاوز الحلول التقنية نحو بناء وعي مجتمعي طويل الأمد.
أما من الناحية السلوكية، فإن إشراك وسائل النقل الحضري في هذه الحملة يُعد خطوة ذكية و إستراتيجية، إذ يُحوّل الفضاء الحضري المتنقل إلى منصة توعوية تصل إلى فئات واسعة من السكان، خاصة أولئك الذين لا تصلهم الرسائل التقليدية عبر الإعلام أو المؤسسات.
كما أن اعتماد وسائل بصرية داخل الحافلات يُعزز من فرص ترسيخ الرسائل في الذاكرة الجماعية، و يُعيد تشكيل العلاقة اليومية مع الماء، باعتباره مورداً نادراّ لا غنى عنه.
وفي ختام فعاليات الإطلاق، شدد والي الجهة على أن الحفاظ على الماء مسؤولية جماعية، تتطلب انخراط الجميع : مؤسسات، مواطنين، و فاعلين إقتصاديين.
كما دعا إلى مواصلة التعبئة والتنسيق بين مختلف المتدخلين، لضمان إستدامة هذه المادة الحيوية، التي تُعد أساساً لكل تنمية إقتصادية و إجتماعية و بيئية.