
هومبريس – ج السماوي
في تجسيد حيّ لروح التضامن الإفريقي، شاركت القوات المسلحة الملكية المغربية في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال اتحاد جزر القمر، التي احتضنتها العاصمة موروني يوم الأحد 6 يوليوز 2025، و ذلك تنفيذاً للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وقد مثّل المغرب في هذا الحدث فصيل من اللواء الثاني للمشاة المظليين، شارك في العرض العسكري الرسمي إلى جانب وحدات من القوات المسلحة القمرية، في مشهد احتفالي يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين، و يُجسد التقدير المتبادل بين الرباط و موروني.
دبلوماسية ميدانية بلغة الإنضباط العسكري
لا تقتصر هذه المشاركة على بعدها الرمزي، بل تندرج ضمن رؤية إستراتيجية للمملكة المغربية، تقوم على تعزيز التعاون جنوب–جنوب، و ترسيخ الحضور المغربي في المحافل الإفريقية الكبرى.
فالمشاركة في المناسبات الوطنية للدول الشقيقة تُعد إمتداداً للدبلوماسية المغربية التي تجمع بين المبادرة السياسية و الحضور الميداني.
وتُبرز هذه الخطوة أيضاً الثقة التي تحظى بها القوات المسلحة الملكية، ليس فقط كقوة دفاعية، بل كفاعل إقليمي ملتزم بقيم التضامن، و الإنخراط في بناء شراكات أمنية قائمة على الإحترام المتبادل و الدعم المتبادل.
المغرب.. شريك إستراتيجي في الأمن الإفريقي
تأتي هذه المشاركة في سياق دينامية متصاعدة تشهدها العلاقات المغربية–الإفريقية، حيث باتت المملكة تُعد شريكاً موثوقاً في مجالات الأمن و الدفاع، من خلال التكوين العسكري، و تبادل الخبرات، و المشاركة في عمليات حفظ السلام، فضلاً عن الحضور في الإحتفالات الوطنية الكبرى.
وتُجسد هذه المبادرات التزام المغرب بدعم استقرار القارة، ليس فقط عبر الخطاب السياسي، بل من خلال خطوات عملية تُعزز الثقة و تُكرّس التعاون العسكري كرافعة للتنمية المشتركة.
رسالة وفاء و تقدير من الرباط إلى موروني
مشاركة القوات المسلحة الملكية في احتفالات استقلال جزر القمر ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل هي رسالة وفاء من المغرب إلى دولة شقيقة، تُثمّن روابط الأخوة، و تُعزز جسور التعاون، و تُعبّر عن إستعداد دائم لمواكبة الدول الإفريقية في أفراحها كما في تحدياتها.