الرئيسية

زيارة إفريقية رفيعة المستوى… الرقمنة الدينامية تجمع المملكة المغربية بـ11 دولة في مشروع تنموي مشترك و واعد

هومبريسع ورديني 

في لحظة مفصلية من مسار تحديث الإدارة العمومية بالمغرب، شددت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، على أن تطوير المرفق العمومي لا يمكن أن يتحقق دون اعتماد شامل للتكنولوجيا، مؤكدة أن التحول الرقمي لا ينجح إلا في ظل حكامة رشيدة تؤطره وتوجهه.

جاء ذلك خلال استقبالها لوفد رفيع من أعضاء المجلس الإفريقي للمؤسسات والوكالات الرقمية (CAITA)، في إطار زيارة دراسية نظمت بشراكة مع تحالف “سمارت أفريكا” ووكالة التنمية الرقمية.

اللقاء شكل مناسبة لتجديد التزام المغرب، من خلال وكالة التنمية الرقمية، بدعم الدينامية الإفريقية في مجال الرقمنة، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب من أجل تحقيق نتائج ملموسة وقابلة للقياس، تهم تحسين جودة الخدمات العمومية، وتيسير ولوج المواطنين إليها، وتكريس الشفافية والنجاعة في الأداء الإداري.

وفي هذا السياق، سلطت الوزيرة الضوء على مبادرة “الرقمنة من أجل التنمية المستدامة” (D4SD)، التي يتم تنزيلها بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، والتي تهدف إلى إطلاق مشاريع تعاونية حول قضايا استراتيجية، تماشياً مع أجندة إفريقيا 2063، لبناء قارة رقمية متضامنة، شاملة، وقادرة على الاستجابة لتطلعات شعوبها.

وقد شاركت في هذه الزيارة وفود من 11 دولة إفريقية، من بينها بوركينا فاسو، بنين، كوت ديفوار، جزر القمر، غانا، الغابون، موريتانيا، نيجيريا، تونس، وزامبيا، ما يعكس عمق التعاون الإفريقي في مجال الرقمنة، ويؤكد المكانة المتقدمة التي بات يحتلها المغرب كفاعل رقمي إقليمي.

من الناحية الاستراتيجية، يُعد هذا اللقاء تتويجًا لمسار تصاعدي يقوده المغرب منذ سنوات في مجال التحول الرقمي، حيث تتولى وكالة التنمية الرقمية، منذ يونيو 2023، رئاسة المجلس الإفريقي للمؤسسات والوكالات الرقمية (CAITA)، في إطار رؤية تقوم على التضامن، النجاعة، وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء.

أما من الناحية التنموية، فإن الرقمنة أصبحت رافعة مركزية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تحسين فعالية السياسات العمومية، وتوسيع قاعدة الشمول الرقمي، وتوفير فرص جديدة في مجالات التعليم، الصحة، والاقتصاد الرقمي. وهو ما يجعل من التحول الرقمي أداة استراتيجية لإعادة هندسة العلاقة بين المواطن والإدارة.

وفي ختام اللقاء، جددت الوزيرة السغروشني التأكيد على أن الرقمنة ليست مجرد تحول تقني، بل هي مشروع حضاري شامل، يُعيد تعريف مفهوم الخدمة العمومية، ويُرسخ ثقافة الابتكار، ويُعزز من مكانة المغرب كجسر رقمي بين إفريقيا والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق