
هومبريس – م أبراغ
في إنجاز طبي و إنساني إستثنائي، نجح الطاقم الطبي و التمريضي بالمؤسسة الصحية لأزيلال في إجراء عمليتين جراحيتين دقيقتين على مستوى الورك (fracture per-trochantérienne) لسيدتين تجاوزتا المئة عام، و ذلك بتاريخي 2 و 3 يوليوز 2025، في سابقة تُسجَّل لفائدة المنظومة الصحية بالإقليم.
وتنحدر المريضتان من مناطق قروية نائية، وقد تم استقبالهما بتاريخ 30 يونيو، حيث خضعتا للفحوصات الأولية و التكفل الطبي وفقاً للبروتوكولات المعتمدة، في إحترام تام لمعايير السلامة و الرعاية الإنسانية.
العمليتان أُنجزتا في ظروف مهنية دقيقة، بفضل تعبئة شاملة للفريق الجراحي و طاقم التخدير و التمريض، الذين أبانوا عن كفاءة عالية و إنضباط إستثنائي في التعامل مع حالتين صحيتين معقدتين بحكم السن و الوضعية الصحية.
وقد غادرت المريضتان المؤسسة بتاريخ 4 يوليوز، في حالة مستقرة، بعد تلقيهما العناية اللازمة بقسم الإستشفاء، ما يعكس فعالية التكفل الطبي و جودة الرعاية المقدمة.
في هذا السياق، يُعد هذا التدخل الناجح سابقة نوعية على مستوى الإقليم، و يعكس التطور الملحوظ الذي تعرفه البنية الصحية بالمنطقة، سواء من حيث التأطير البشري أو التجهيزات التقنية المتوفرة.
كما يُبرز قدرة الأطر الطبية على التعامل مع حالات دقيقة لفئة عمرية تُصنّف ضمن الفئات الهشة، مما يعكس نضجاً مهنياً و تفانياً في أداء الواجب، و يُجسد روح المسؤولية التي تميز العاملين في القطاع الصحي.
من جهة أخرى، يُعد هذا الإنجاز تأكيداً على التزام المؤسسة الصحية بتقديم خدمات علاجية ذات جودة، تستجيب لحاجيات الساكنة المحلية، و تُكرّس مبدأ الإنصاف في الولوج إلى العلاج، خاصة في المناطق الجبلية التي تواجه صعوبات في الوصول إلى الرعاية المتخصصة.
إضافة إلى ذلك، يعكس هذا النجاح روح العمل الجماعي و التنسيق المحكم بين مختلف مكونات الطاقم الطبي، و يؤكد أن الإستثمار في العنصر البشري و التكوين المستمر يُعد ركيزة أساسية في تحسين مؤشرات الصحة العمومية، و تعزيز ثقة المواطنين في مؤسساتهم.
علاوة على ذلك، يُبرز هذا النوع من التدخلات الدقيقة أهمية دعم البنيات التحتية الصحية في المناطق غير الحضرية، و ضرورة تمكين المراكز الجهوية من الوسائل التقنية و اللوجستيكية اللازمة لتقريب الخدمات من المواطنين، و تخفيف الضغط عن المستشفيات الكبرى.
فضلًا عن البعد العلاجي، يحمل هذا الإنجاز دلالة رمزية قوية على قدرة المنظومة الصحية المحلية على الاستجابة لحالات معقدة، و يُعيد الإعتبار لدور المؤسسات الصحية الإقليمية في تقديم خدمات نوعية، بعيداً عن الصورة النمطية المرتبطة بالهشاشة أو النقص.
وإلى جانب ذلك، تُعد هذه التجربة الناجحة حافزاً لمزيد من المبادرات الطبية الجريئة في المناطق الداخلية، و تشكل نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين المهنية العالية و البعد الإنساني في الرعاية الصحية.
وإذ تُنوه إدارة المؤسسة الصحية بمجهودات كافة الأطر التي ساهمت في هذا العمل النبيل، فإنها تُجدد التزامها بمواصلة الإرتقاء بجودة الخدمات، و تعزيز ثقة المواطنين في المرفق العمومي، في أفق بناء منظومة صحية أكثر عدالة و فعالية.