
هومبريس – ع ورديني
في لحظة قانونية دولية لافتة، تستضيف المملكة المغربية، من 2 إلى 4 يوليوز 2025، أشغال المؤتمر الثامن لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (AHJUCAF)، و ذلك بمقر محكمة النقض بالرباط، بمشاركة وفود قضائية رفيعة تمثل نحو 30 دولة فرانكوفونية، اجتمعت تحت شعار : “المحكمة العليا المثالية”.
ويمثل المغرب في هذا الحدث وفد قضائي مرموق برئاسة الرئيس الأول لمحكمة النقض، إلى جانب قضاة و مسؤولين من دول ناطقة بالفرنسية، يجمعهم هدف مشترك : تعزيز إستقلالية المحاكم العليا، و تجويد أدائها، و تبادل التجارب القضائية الرائدة.
ثلاث موائد مستديرة.. و نقاشات جوهرية
يتضمن برنامج المؤتمر ثلاث موائد مستديرة تناقش قضايا محورية :
– المائدة الأولى : تبحث في المكانة المؤسساتية للمحاكم العليا و ضمانات إستقلال القضاة.
– المائدة الثانية : تتناول الوقاية من تضارب المصالح، و محاربة الفساد، و الإدارة المالية للمحاكم، و الولوج إلى العدالة.
– المائدة الثالثة : تركز على تعليل الأحكام القضائية، و جودتها، و آليات نشرها و التواصل بشأنها مع الرأي العام.
كما ستُعقد الجمعية العمومية للجمعية لتدارس قضايا تنظيمية تتعلق بهياكل AHJUCAF و آفاق عملها المستقبلي، في أفق تعزيز التنسيق بين المحاكم الأعضاء.
المغرب في قلب الدينامية القضائية الفرانكوفونية
احتضان المغرب لهذا المؤتمر يعكس مكانته المتقدمة داخل المنظومة القضائية الفرانكوفونية، و يؤكد التزامه الراسخ بتطوير العدالة العليا، ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضاً في إطار التعاون الدولي.
كما يُعد هذا الحدث فرصة لإبراز الإصلاحات التي شهدها القضاء المغربي، خاصة في مجالات الإستقلالية و النجاعة و الشفافية.
المحكمة العليا المثالية… من المفهوم إلى التطبيق
شعار المؤتمر “المحكمة العليا المثالية” ليس مجرد عنوان، بل دعوة جماعية لإعادة التفكير في دور المحاكم العليا في زمن التحولات القانونية و الإجتماعية.
فبين تحديات الرقمنة، و ضغوط الرأي العام، و تنامي القضايا العابرة للحدود، باتت الحاجة ملحة إلى نموذج قضائي مرن، مستقل، و متفاعل مع محيطه.