الرئيسية

النيجر تُراهن على المملكة المغربية لإحياء شركة طيران وطنية حديثة تربط دول الساحل

هومبريسح رزقي 

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الربط الجوي الداخلي والخارجي، أعلنت النيجر عن مشروع تأسيس شركة طيران وطنية جديدة، واختارت المملكة المغربية شريكًا رئيسيًا للاستفادة من خبرتها الرائدة في قطاع الطيران المدني.  

وجاء هذا الإعلان عقب زيارة رسمية قام بها وزير النقل والطيران المدني النيجري، العميد عبد الرحمان أمادو، إلى العاصمة الرباط منتصف يوليوز، حيث التقى بنظيره المغربي عبد الصمد قيوح، وقدم طلبًا رسميًا للدعم الفني والتقني المغربي في هذا المشروع الطموح.

وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية نيجيرية أوسع لتطوير البنية التحتية للنقل، خاصة في قطاع الطيران، بهدف تجاوز محدودية الربط البيني وضعف البنية الجوية في منطقة الساحل، وتعزيز التنقل بين عواصم دول تحالف الساحل الثلاث: نيامي، باماكو، وواغادوغو.

المغرب شريك بديل في ظل تحولات جيوسياسية

اختيار المغرب كشريك استراتيجي يعكس تحولًا في توجهات النيجر نحو تنويع شركائها الدوليين، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على فرنسا، خاصة بعد التوترات السياسية التي أعقبت الانقلاب العسكري في غشت 2023.  

ويُعد المغرب، بفضل تجربته في تحديث المطارات وتطوير شركات الطيران، خيارًا عمليًا لدولة حبيسة تسعى إلى بناء منظومة نقل فعالة ومندمجة، تُمكّنها من تجاوز تحديات الجغرافيا والانفتاح على العالم عبر المبادرة الملكية “الأطلسية”.

شركة وطنية في قلب مشروع إقليمي

النيجر لا تسعى فقط إلى إنشاء شركة وطنية، بل تدعم أيضًا فكرة تأسيس شركة طيران إقليمية مشتركة بين دول الساحل، ما يُعزز التكامل الاقتصادي ويُسهّل التنقل داخل منطقة تعاني من ضعف الربط الجوي. 

هذه الرؤية تُعيد الاعتبار لأهمية النقل الجوي كأداة للتنمية، وتُبرز أن الاستثمار في البنية التحتية الجوية لم يعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

وقد توقفت تجربة “نيجر إيرلاينز”، الشركة السابقة التي تأسست سنة 2012، عن العمل في نونبر 2022 بسبب مشاكل تتعلق بالسلامة، وتمت تصفية أصولها لاحقًا، ما دفع نيامي إلى البحث عن نموذج جديد أكثر استدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق