
حميد رزقي
أعلن الشرقاوي البداوي، مدرب فريق أمل سوق السبت، استقالته من العارضة الفنية قبل المباراة الأخيرة في دوري القسم الوطني الأول للهواة، في خطوة ليست مفاجئة للكثيرين، لكنها تعكس بوضوح عمق الأزمة التي يعيشها النادي المحلي منذ عدة مواسم.
مصادر مطلعة أكدت أن البداوي اختار الرحيل بصمت، بعد أن وجد نفسه محاصرًا بضغوطات مستمرة وتدخلات خارجية أثرت على تركيزه وأدائه، وسط بيئة يسودها التوتر وتراكم المشاكل التقنية والتنظيمية داخل الفريق. هذه الضغوط انعكست على تآكل الثقة بين مكونات النادي، من المكتب المسير إلى اللاعبين.
تأتي استقالة البداوي لتسلط الضوء مجددًا على إشكالية الحكامة داخل أمل سوق السبت، حيث تتكرر ظاهرة تغيير المدربين دون معالجة جذرية للأسباب البنيوية التي تضعف قدرة النادي على المنافسة والاستمرارية. ويُعبر عدد من المتابعين المحليين عن قلقهم من غياب رؤية واضحة وتدبير عقلاني، مشيرين إلى أن الأزمة تتجاوز مجرد الإطار التقني لتشمل ضعف التنظيم والهيكلة ومحاولة التحكم من جهات سياسية نافذة.
وإلى جانب ذلك، يلفت هؤلاء المتابعون الانتباه إلى أن العديد من أبناء المدينة الذين يبرعون في كرة القدم خارجها، لا يجدون مكانًا في فريقهم المحلي بسبب ما وصفوه بالصمت المريب من إدارة النادي، مما يطرح تساؤلات حول السياسات المعتمدة في انتقاء اللاعبين وتكوين الفريق.
ويشير نشطاء محليون إلى أن أحد أبرز العوائق التي تقف وراء تعثر أمل سوق السبت هو التدخل المكثف لجهات سياسية نافذة في إدارة النادي. هذا النفوذ يفرض اختيارات اللاعبين والمدربين، مما يعطل الإصلاح ويزيد من تعقيد الأزمات. وبالتالي، يبقى الفريق بعيدًا عن المسار الاحترافي والاستقرار المطلوب.
في هذا السياق، يدعو محبو أمل سوق السبت إلى فصل الرياضة عن الحسابات السياسية، وتعيين مدرب متفرغ يمتلك رؤية واضحة لبناء فريق تنافسي قادر على الظهور بمستوى يُشرف المدينة. كما يطالبون بفتح أبواب النادي أمام جميع المواطنين الراغبين في الانخراط والعمل على تطوير الفريق، في ظل الحديث المملّ عن ديون يشتبه في أنها تُستخدم كأداة للتحكم في التسيير واختيار اللاعبين، بعيدًا عن مصلحة النادي.
على صعيد المنافسات، يشارك فريق أمل سوق السبت في بطولة القسم الوطني الأول هواة – شطر الجنوب، حيث خاض خلال الموسم الرياضي 2024–2025، 30 مباراة، سجل خلالها 11 انتصارًا و9 تعادلات مقابل 10 هزائم، محققًا 42 نقطة. كما سجل الفريق 42 هدفًا واستقبل 35 هدفًا، ما يعكس وضعية متوسطة وسط منافسة محتدمة.