سياحةمجتمع

خنيفرة : عيون ام الربيع …سحر الطبيعة وخزان مائي يستحق كل العناية والاهتمام 

عبد العزيز المولوع

 

 

تعد عيون ام الربيع ، بإقليم خنيفرة ، وجهة سياحية طبيعية اشتهرت وطنيا ودوليا، بفضل ما تزخر به من مؤهلات تجذب هواة السياحة الجبلية من كل البقاع.

العيون التي تحيط بها جبال تحتوي على غطاء طبيعي متنوع، تقع ضمن نطاق جغرافي تميزه إمكانيات جذب كبرى تستهوي العشرات من الزوار سنويا، تعيش اليوم واقعا آخر بعد عامين من جائحة كورونا التي خيمت على المنطقة وانعكست سلبا على انتعاشتها الاقتصادية.

 

على بعد حوالي 45 كلم من مدينة « خنيفرة »، في عمق جبال الأطلس وسط المغرب وفي طريق كلها مناظر طبيعية خلابة ، تقع شلالات « عيون أم الربيع »، وهي بداية منابع نهر « أم الربيع »، أحد أكبر الأنهار في البلاد.

وتتكون « عيون أم الربيع »، حسب أهل المنطقة والعارفين بها، من 47 عيناً تتدفق من 40 منها مياه عذبة، و7 مياهها مالحة، تجتمع لتعطي شلالات صخرية على صبيب مرتفع، يصل إلى الآلاف من الأمتار المكعبة في الدقيقة الواحدة، في مشهد طبيعي جميل.

وتجعل الشلالات السياح، مغاربة وأجانب، يقصدونها للتنزه، خصوصاً في فصلي الربيع والصيف، فيما يقل الإقبال عليها في فصلي الشتاء والخريف إلا من قليل من الأجانب.

على مجرى الوادي بيوت خشبية متواضعة بلا أبواب متراصة على ضفتيه، تتكون من غرف بأعمدة خشبية، وسقف من خشاش أشجار المنطقة، ومفروشة ببساط أمازيغي بسيط على الأرض، ومطلة على مجرى المياه المتدفقة، يتخذها أصحابها، وكلهم من أبناء القرى المجاورة، فضاء لاستقبال الزوار نهاراً.

وعلى طول المجرى نفسه، تستقبلك نساء، وقد تزيّن بلباس أمازيغي متواضع، منهمكات في طهي الخبز بالحطب في أفران طينية تقليدية، يطلق عليها « تنور »، حيث يتلقف زوار منابع « أم الربيع »، خبزاً طازجاً، وأطباقاً مغربية تقليدية (طجين)، طُبخت على نار هادئة، من أيادي نساء أمازيغيات، يجمعن بين بساطة أهل القرى، وخبرة تاريخ ممتد في الزمن، تتوارثه الأجيال في هذه المنطقة الأمازيغية من المغرب.

ويقضي زوار منطقة عيون « أم الربيع » نهارهم بين مجرى الوادي والشلالات، مستمتعين في أحضان الجبال وقممها الصخرية، وبين مجرى الوادي وشلالات العيون المتدفقة من هذه الجبال، التي تنبع على بعد 15 كلم، تاركين العنان لأطفالهم للعب في المياه الجارية العذبة وعلى جنباتها، قبل أن يحين المغيب.

ويبدأ الزوار من المدن والقرى المجاورة عائدين إلى مواطنهم، فيما يقصد الزوار من المناطق البعيدة والأجانب مأوى ووحدات سياحية متوسطة بالمنطقة الفقيرة.

صفاء الصويفي ، شابة صادفتها الجريدة الإلكترونية ” هومبريس “خلال زيارتها في العطلة الاخيرة قادمة من مراكش ، قالت إن “الموقع السياحي لعيون ام الربيع يتمتع بمناظر طبيعية ساحرة، سيكون أفضل وجهة للسياح الراغبين في الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة بعيدا عن ضجيج المدن”، مستدركة: “فقط هناك مشاكل في البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن تزيد من راحة الزوار”، خصوصا عند الوصول للقرية التي تتواجد بها الينابيع حيث ان هناك اشكالية في اماكن ركن السيارات حيث الاكتظاظ بجنبات الطريق وايضا المرافق الصحية شبه غائبة الى جانب ضرورة تنظيم ومراقبة جودة واسعار الوجبات .

وأضافت المتحدثة أن عيون ام الربيع عبارة عن جنة تقع في جبال الأطلس، ويمكن القول إنها باب حاضرة زيان، ويمكن اكتشاف مجموعة من المفاجآت خلال الزيارة إلى هذه المنطقة السياحية المتميزة وطنيا وربما عالميا.

 

الكثير من الذين صادفتهم الجريدة بعيون أم الربيع أكدوا أن هذه المنطقة ذات طبيعة خلابة تسحر أي ناظر إليها ومناخها متميز، وتمكن الزائر من الاستحمام في مياهها الدافئة في فصل الشتاء الباردة في فصل الصيف ،لكن في كلماتهم مطالب للسلطات للاهتمام بهذه المنطقة التي يعتبرونها على غرار أبنائها « مهمشة ».

كنزة ، واحدة من الزائرات الوافدات من مراكش ايضا صادفتهما الجريدة بعيون أم الربيع، قالت إن المنطقة توفر للزوار فرصة اختبار كل أشكال الحياة البدائية من خلال الإقامة في مخيمات مجهزة بأغطية تقليدية، وتشكل الاختيار المناسب والأفضل للتمتع بعطلة كلها هدوء وسكينة وراحة.

 

وأضافت المتحدثة أنه يمكن للزائر، بالإضافة إلى التمتع بالطبيعة والحياة وسطها لمدة معينة، استغلال وجوده بالمنطقة للتعرف عن قرب على نمط عيش السكان المحليين والقيام بجولة بين ثنايا الجبال الخضراء، معتبرا أن زيارة المنطقة يمكن أن تغير حياة المرء درجات كثيرة، على حد تعبيرها.

الجريدة صادفت محمد من أبناء المنطقة، يتحدث عن هذا المنتزه الطبيعي بإعجاب لا تخطئه العين،

ويقول إن « المناظر هنا والطبيعة جميلة وساحرة، لكن يجب على السلطات الاهتمام بتهيئتها على غرار بحيرة اكلمام ازكزا ، مضيفا ان هناك برنامج في هذا الافق في هذا الاطار ،فقط هناك شروط للتهيئة تفرض على اصحاب المحلات الابتعاد عن الوادي ليتم بناء اكشاك بمواصفات متميزة لكن هناك رفض لاصحاب المحلات لحد الساعة .

ويضيف محمد أن « مصدر رزق أغلب أبناء العديد من القرى المجاورة هو هذه العيون، والخدمات التي يقدمونها لزوارها من المغاربة والأجانب، والمتمثلة في الاستقبال والإطعام والإيواء، وبعض الخدمات السياحية البسيطة ».

وحسب المتحدث، فإن زوار شلالات « عيون أم الربيع » من المغاربة يكثرون في العطل المدرسية وفصلي الربيع والصيف، فيما السياح الأجانب والذين هم في أغلبهم من الأوربيين والخليجيين والقليل من أمريكا الجنوبية، يقصدونها في الغالب بالشتاء، حيث تضعف الحركة والرواج السياحيين خصوصا في ظل جائحة كورونا حيث شلت السياحة بشكل لافت وبدأت في الانتعاش مؤخرا من طرف زوارها من مختلف مناطق المغرب .

ويُشير محمد إلى هذه المنطقة المعروفة بكثرة منابعها العذبة، ووفرة الشلالات والأحواض المائية وغاباتها، « لم تنل الاهتمام اللازم، ولم تنل حقها من الترويج السياحي الدولي ».

ويعتبر نهر « أم الربيع » من أكبر أنهار المغرب، حيث يبلغ طوله حوالي 600 كلم، وتدفقه حوالي 142.20 متر مكعب في الثانية، وينبع من جبال الأطلس ويجري نحو الجنوب في مجرى عميق سريع يخترق عددا من المراكز الحضرية والقروية مما يجعله يستقبل اودية من مصاريف المياه العادمة ومخلفات المعاصير الشيء الذي اثر على صفاء مياهه واعدم معها الثروة السمكية الهائلة التي كان الوادي يزخر بها مما يفرض ضرورة تدخل الجهات المسؤولة للمحافظة على هذا المخزون المائي المهم خصوصا في ظل التقلبات المناخية وتاثيرات الجفاف على الموارد المائية بكل ارجاء البلاد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق