
حميد رزقي
في إطار برنامج “الجيل الجديد من البرامج التربوية”، الذي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، نظمت المؤسسة السجنية ببني ملال، لقاءً ثقافياً مميزاً استضافت فيه الكاتب والفنان التشكيلي عبد الله الغزار لمناقشة أحدث أعماله الأدبية “تنام الشمس في المغرب لكن لا أحد يعرف أين“.
افتتح اللقاء بكلمة من مدير المؤسسة،حسن بالشيخ، الذي عبّر عن امتنانه للضيف الكريم وشكر الأستاذة أمينة الصيباري على جهودها المتواصلة في تنسيق وتنظيم الأنشطة الثقافية داخل المؤسسة. وأكد المدير في كلمته على أهمية القراءة والمشاركة الفعالة في البرامج التربوية التي تقدمها المندوبية، داعياً النزلاء والنزيلات إلى الاستفادة من هذه الفرص.
من جهتها، الأستاذة أمينة الصيباري، عبرت عن سعادتها بحضور عبد الله الغزار للمرة الثانية في لقاء ثقافي بالمؤسسة السجنية. وعرّفت الحضور بالكاتب، مشيرة إلى مكانته البارزة كأحد أبناء مدينة بني ملال، ودوره كأستاذ للفنون التشكيلية وحائز على جائزة “ناجي نعمان اللبنانية” للإبداع عام 2003. كما أشارت إلى تاريخه الفني الذي يشمل عدة معارض فردية وجماعية، بالإضافة إلى إصداره الأدبي الآخر “فتنة السنونو“.
وفي حديثه، عبّر عبد الله الغزار عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الإنساني والاجتماعي. وقدم كتابه الجديد “تنام الشمس في المغرب لكن لا أحد يعرف أين”، الذي صدر هذا العام، والذي قسمه إلى 49 نصاً سردياً، بعضها يحمل عناوين تواريخ وأخرى تواريخ وأسماء لشخصيات تقليدية. وقد عبّر الغزار من خلال نصوصه عن تجارب شخصية وحياتية، مسلطاً الضوء على قضايا اجتماعية هامة مثل تدهور منظومة الأخلاق، ودور الأسرة والمدرسة في تربية الأجيال، والتوسع العمراني الذي يشوه معالم المدن كمدينة بني ملال وحاضرة تادلة أزيلال.
كما تناول الكاتب التحديات التي تواجه المثقفين والفنانين في ظل تراجع القراءة وانتشار التكنولوجيا بين الشباب، داعياً إلى ضرورة إحياء ثقافة القراءة وتعزيز القيم المجتمعية.
بعد عرض الكاتب، فُتح المجال للنقاش، حيث أبدى النزلاء والنزيلات تفاعلاً مميزاً مع ما قدمه الغزار. تم طرح أسئلة متنوعة حول اختيار العناوين والشخصيات ومنهجية الكتابة. كما ناقش الحضور دور الأدب في تعزيز الفكر الإنساني والمجتمعي. وقد أشاد الغزار بمستوى الوعي والفكر لدى النزلاء، معبراً عن سعادته بتفاعلهم وإثراء النقاش.
واختُتم اللقاء بفقرات فنية موسيقية وفكاهية قدمها نزلاء المؤسسة، في جو يسوده الانضباط والاحترام وحسن الإصغاء. وكان مناسبة فريدة للنزلاء للتفاعل مع الفكر والثقافة في إطار إنساني مميز يعزز من برامج إعادة الإدماج والتربية داخل المؤسسات السجنية.