
حميد رزقي
في سابقة تطرح أكثر من علامة استفهام، وجدت تلميذات مدرسة أولاد بوعزة، الممثلات الوحيدات لإقليم الفقيه بن صالح في البطولة المدرسية على مستوى جهة بني ملال–خنيفرة، أنفسهن على بُعد أيام قليلة من الإقصائيات الجهوية المؤهلة للبطولة الوطنية، دون وسيلة نقل تقلهن إلى مدينة أزيلال، حيث ستُقام المنافسات يوم الأربعاء المقبل.
ورغم المجهودات المبذولة من طرف الأطر التربوية والمشرفين الرياضيين داخل المؤسسة، فإن غياب الدعم اللوجستي، خاصة ما يتعلق بتوفير وسيلة نقل للتلميذات، ما زال يهدد مشاركتهن في هذه المحطة الحاسمة، والتي من شأنها أن تفتح أمامهن آفاقًا واعدة نحو التتويج الوطني وتمثيل الجهة في المسابقات الكبرى.
وفي تصريح لأحد الأطر التعليمية، قال بأسى: “وصلنا إلى مرحلة نُعدّ فيها فريقًا متكاملًا، ننافس بشرف، ونحقق نتائج مشرفة، لكننا نصطدم بعائق بسيط مثل غياب النقل… كأننا نُعاقب على طموحنا.”
وتُعد هذه الوضعية امتدادًا لمعضلة أوسع تعاني منها الرياضة المدرسية في المناطق القروية وشبه الحضرية، حيث يغيب التنسيق الفعال بين المصالح المختصة لضمان ظروف ملائمة لمشاركة التلميذات والتلاميذ في التظاهرات الجهوية والوطنية.
وطالب عدد من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن المحلي الجهات المعنية، من مديرية التعليم والمجلس الإقليمي، بالتدخل العاجل لتوفير وسيلة نقل تضمن مشاركة الفريق النسوي، مشددين على أن “الفرصة لا تتكرر، والتلميذات يستحققن الدعم لا الإحباط.”
ويخشى متابعون للشأن الرياضي المحلي أن يؤثر غياب التلميذات عن هذه الإقصائيات ليس فقط على حظوظهن الرياضية، بل على معنوياتهن وثقتهن في جدوى المجهودات التي يبذلنها وسط ظروف تعليمية واجتماعية لا تخلو من التحديات.
وتبقى الكرة الآن في ملعب المسؤولين، قبل أن يضيع حلم التلميذات في الوصول إلى البطولة الوطنية، بسبب عائق لوجستي بسيط لكنه محبط، في وقت يُفترض فيه أن تكون الرياضة المدرسية رافعة للتماسك الاجتماعي وفرصة لتحقيق الذات في أعمار مبكرة.