الرئيسية

كتاب” قراءات في التخييل السردي” يجمع ‘‘سلام” بنزلاء السجن المحلي بني ملال

هومبريسحميد رزقي

حل الناقد المغربي المصطفى سلام ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، ليلة  أمس الأربعاء في لقاء ثقافي مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول عمله الادبي الموسوم بعنوان “قراءات  في التخييل السردي- من اكتشاف النص إلى انكشاف المعنى”، وذلك في اطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون .

في بداية اللقاء، قال سلام، بعدما نوه بجهود كل الفاعلين والمساهمين في تنظيم أنشطة المقهى الثقافي بالمؤسسة؛ كتاب وإدارة المؤسسة ونزلائها وباقي الشركاء، إن تنظيم مقهى ثقافي بالمؤسسة السجنية يشكل متنفسا ثقافيا لنزلاء المؤسسة  ويساهم في اضفاء قيمة رمزية على الإبداع الادبي و الفكري عموما، مشيرا كذلك إلى المكانة الجوهرية التي تحتلها الكتابة و الابداع الأدبي والفكري.

 وأردف الكاتب من خلال هذه الكتابة نسجل الحياة من أجل إعادة النظر فيها، لأن الحياة في نظر الكاتب عبارة عن كائن منزلق وبالتالي فالإمكانية المتاحة لكي ننظر إلهيها تمنحها لنا الكتابة، ولا يمكننا أن نقرا الحياة إذا لم نسجلها فهي دائما منفلتة و مرتبطة كذلك بمجموعة من الظواهر تتطلب حلول ( الصراع ، الأنانية، العنف…).

وهذه الظواهر يضيف الناقد ذاته’’ نجدها مطروحة في الإبداع وحاضرة فيه، فالمبدع يلتقط هذه المشاكل والأحداث في المجتمع ويعبر عنها بواسطة الكتابة عبر القصة و الرواية أو أي جنس آخر . فالقصة أو الرواية مثلا هي مجتمع مصغر أو نافذة نطل من خلالها على المجتمع، كما تشكل هذه المواد الابداعية أيضا مواد تثقيفية للقارئ‘‘.

وتميز اللقاء بمداخلات النزيلات والنزلاء الحاضرين الذين أطلعوا بشكل مسبق على العمل النقدي المذكور، التي أغنت النقاش عبر مجموعة من المداخلات شملت مجمل مناحي الكتاب، بداية بالخطة التي تبناها الكاتب في الكتاب وسبب اهتمامه بالتخييل السردي والمتخيل الأسطوري في القصة والرواية، وعن علاقة الاجناس الأدبية بالتاريخ وعلاقة الكتابة بالواقع و التخييل، كما توقفت البعض منها حول المكانة التي تحظى بها المرأة في النصوص السردية التخييلية التي شكلت موضوعا للتحليل والنقد في الكتاب.

وفي معرض تفاعله مع تدخلات النزيلات والنزلاء، أبرز المصطفى سلام’’ أن عمله النقدي هو عبارة عن قراءة كاشفة للنصوص، تروم استكشاف المعاني التاوية بين بين طياتها، من خلال النظر إليها ضمن سياقات تساعد على التأويل واستكشاف المعنى، فقراءته للنصوص كانت فيها سلطة النص حاضرة بقوة  قام بها وفق خطة تسعى إلى اكتشاف المعنى و ليست قراءة أكاديمية خاضعة لسلطة المنهج، فالكاتب والقارئ  في نظر الكاتب هو قناص للمعنى. وفي جوابه عن سبب جمعه بين مجموعة النصوص السردية في الكتاب قال: إن ذلك راجع لكونها تقوم على التخييل، فبواسطة التخييل يتم رصد الواقع وهذا الاخير لا يمكن الامساك به فهو ما يتمثله القارئ أو الكاتب.

يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات و نزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.المتخيل الأسطوري سنة 2021)، كما له العديد من المقالات النقدية منشورة بمجموعة من المجلات و الجرائد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق