يسلط رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، الصحافي سامي المودني، في هذا الحوار مع موقع “هومبريس”، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة (3ماي)، الضوء على الأدوار الطلائعية التي تقوم بها وسائل الاعلام المغربية خلال جائحة كورونا، وعلى مدى تعاطي الاعلام المغربي مع الاخبار الزائفة خصوصا تلك المتعلقة بالوحدة الترابية للبلاد، كما يقترح تهييء الشروط لإعلام وطني مهني وعدم ترك المجال للإعلام الاجنبي لفتح النقاش حول القضايا الوطنية .
حاوره :جمال زروال
1/ بداية كصحفي و كرئيس للمنتدى المغربي للصحافيين الشباب ماذا يمثل لكم اليوم العالمي للصحافة ؟
هو يوم يحتفل فيه العالم بالصحافة، وهو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، كما أنه فرصة للنقاش بين الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين حول قضايا حرية الاعلام و أخلاقيات المهنة. وفيما يتعلق ببلادنا فاليوم العالمي للصحافة هو مناسبة من أجل الحديث عن المكتسبات وتثمينها وتحصينها وأيضا الوقوف على الخروقات والتجاوزات والانتهاكات بناءً على معايير دقيقة وموضوعية في الرصد، وأيضا مناسبة من أجل إقتراح بدائل في السياسات العمومية المتبعة في مجال الإعلام وتقديم حلول و أجوبة على مختلف الإشكاليات المطروحة سواء تعلق الأمر بالجانب القانوني أو واقع الممارسة
2 / في نظركم ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به وسائل الإعلام المغربية لمحاربة الأخبار الزائفة، خصوصا المرتبطة بجائحة كورونا أو المتعلقة بالوحدة الترابية للبلاد ؟
سؤالكم يحيل على حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة. يجب أن نشيد بالأداء الإعلامي الوطني لمواكبته المهنية العالية لجائحة كوفيد19، اذ تحمل مسؤوليته في محاربة الأخبار الزائفة التي انتشرت إبان الجائحة، كما ساهمت وسائل الإعلام الوطنية في محاربتها وتقديم معلومات صحيحة للمواطنين.
وفيما يتعلق بملف وحدتنا الترابية، فجبهة البوليساريو وأذرعها الإعلامية حاولت بكل الوسائل الترويج لمغالطات وأخبار زائفة، وهي الأخبار التي ارتفعت وثيرتها بشكل ملحوظ بعد العملية الناجحة التي قامت بها قوّاتنا المسلحة الملكية بتحريرها المعبر الحدودي الگرگرات في أقاليمنا الجنوبية من قطاع الطرق، وقد أبلت وسائل إعلامنا الوطنية البلاء الحسن في دحض كل ما حاول خصوم وحدتنا الترابية الترويج له، وقد عملت وسائل الاعلام المغربية ذلك، عبر احتكامها للمهنية واخلاقيات الصحافة وابتعادها عن كل ما يمكن أن يساهم في توسيع الهوة بين الشعوب على عكس الطرف الآخر الذي حاول بكل الوسائل الترويج لحرب وهمية في المنطقة.
وجواباً على سؤالكم كيف يمكننا محاربة الاخبار الزائفة فإننا نعتقد أنه لايمكن محاربة هذا النوع من الأخبار وغيرها لا يمكن أن يتم إلا بالاحتكام إلى قواعد المهنة واحترام أخلاقياتها. كما أن هذه التجربة/ تجربة الإعلام الوطني في محاربة الاخبار الزائفة في علاقة بالمثالين اللذان ذكرتَهما في سؤالك قد أبان عن الحاجة الملحّة لصحافة مهنية تحترم الاخلاقيات وتؤدي وظيفتها داخل المجتمع بكل مسؤولة وهذا لن يتم إلا من خلال ضمان الشروط الموضوعية لذلك وأولها حرية الصحافة .
3/ ما تعليقكم على بعض وسائل الإعلام الاجنبية التي تقود حملات مسعورة ضد المغرب لكنها في المقابل تعمدُ إلى نهج سياسة النّعامة كلما تعلق بفضيحة للجارة الشرقية أو جبهة البوليساريو؟
فيما يتعلق بهذه النقطة يجب أن نتناولها إنطلاقا من مجموعة من الجوانب المتعددة .بالفعل هناك بعض وسائل الإعلام الاجنبية تتعامل مع الشأن المغربي إنطلاقا من رؤية إنتقائية، تقوم على ترويج مجموعة من الصور النمطية عن بلادنا. لكن هذا لا يمنع من القول إنه يجب أن نهيئ الشروط الموضوعية لعمل إعلام مهني إحترافي في بلادنا سواء فيما يتعلق بإعادة النظر بالنموذج الاقتصادي للمقاولة الاعلامية أو العمل على تعزيز حرية الصحافة في بلادنا، ولكي أكون أكثر دقة فمن غير المقبول أن نترك المجال لهذا الإعلام الأجنبي، الذي تحدّثت عنه من أجل فتح النقاش حول قضايا تهمنا إنطلاقا من زاويته، واعلامنا الوطني لا يقوم بفتح النقاش حول نفس القضايا بالشكل الكافي انطلاقا من الزاوية التي نرى بها نحن ذلك الموضوع.