
هومبريس – ج السماوي
أكدت كلمنتاين سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تحتل المرتبة بين الدول الأكثر تضرراً من سوء التغذية الحاد.
ولفتت إلى أن ملايين الأشخاص يواجهون خطر الجوع في ظل الوضع الراهن، مشددةً على ضرورة تأمين تمويل عاجل لضمان إستمرار تقديم المساعدات الغذائية و الصحية.
وأكدت في منشور على منصة “إكس” أن الموارد المتاحة بدأت بالنفاد، مما يعقد جهود الإغاثة الإنسانية.
في غضون ذلك، تستمر الإشتباكات العنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، و قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو.
هذه المعارك، التي تتركز في مناطق إستراتيجية وسط العاصمة، تشمل منشآت حيوية و مقار حكومية رئيسية.
وتشير التقارير إلى تحقيق الجيش تقدماً كبيراً، حيث يسيطر على نحو 70% من الخرطوم و حوالي 65% من أم درمان الكبرى، مع بقاء أجزاء جنوبية من العاصمة خارجة عن سيطرته.
وفي ظل هذه الظروف المتفاقمة، أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى جمع 6 مليارات دولار خلال العام الجاري لتلبية إحتياجات الأزمة المتزايدة في السودان.
ويأتي هذا النداء في ظل تحديات تواجهها ميزانيات المساعدات عالمياً، لكن المنظمة شددت على أن التمويل ضرورة قصوى في ظل نزوح واسع النطاق و سوء تغذية يهدد حياة نحو نصف سكان البلاد.
وأضافت الأمم المتحدة أن هذا البرنامج، الذي يستهدف نحو 21 مليون شخص، يُعتبر الأكثر طموحاً ضمن خطط المساعدات الإنسانية لعام 2025.
وتشير الإحصاءات إلى أن الصراع المستمر منذ 22 شهراً أدى إلى نزوح خمس السكان، و زيادة كبيرة في مستويات الجوع و الفقر، مما يستدعي إستجابة دولية عاجلة.
الأزمة الحالية في السودان تستدعي تضامناً عالمياً كبيراً لمساعدة المدنيين و تخفيف معاناتهم، إلى جانب توفير الدعم اللازم لإعادة بناء الإستقرار في البلاد.
الأزمة الإنسانية في السودان لا تقتصر فقط على الجوانب الغذائية و الصحية، بل تمتد إلى تأثيرات طويلة الأمد على البنية الإجتماعية و الإقتصادية للبلاد.
فالنزوح الجماعي للملايين و فقدان وسائل العيش المستدام تُشكل تهديداً للنسيج المجتمعي، مما يتطلب دعماً دولياً شاملاً لا يقتصر على تقديم المساعدات العاجلة، بل يشمل وضع خطط تنموية لتعزيز الإستقرار و إعادة بناء المجتمعات المتضررة بشكل مستدام.