الرئيسية

حد بوموسى تستعد لإطلاق موسمها السنوي للتبوريدة وسط جدل تنموي متجدد

هومبريس

تعيش جماعة حد بوموسى، التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، على إيقاع استعدادات مكثفة لانطلاق موسمها السنوي للتبوريدة، الذي سيُقام على مدى أربعة أيام، من 14 إلى 17 ماي الجاري، وسط أجواء تعبئة شاملة وتنسيق بين مختلف الأطراف لضمان مرور هذه التظاهرة التراثية في ظروف تنظيمية وأمنية ملائمة.

ويُعد موسم حد بوموسى محطة بارزة في الذاكرة الجماعية للمنطقة، وحدثًا شعبيا يتجدد كل سنة، حيث يشهد إقبالًا لافتا من الزوار والمشاركين من داخل الإقليم وخارجه، ما يُحرك عجلة الاقتصاد المحلي، ويمنح فرصًا مؤقتة للعديد من الباعة المتجولين والحرفيين والتجار، الذين يستفيدون من الارتفاع الكبير في الطلب على السلع والخدمات.

في المقابل، يتجدد الجدل المحلي حول جدوى تنظيم مثل هذه التظاهرات في ظل واقع اجتماعي صعب تعيشه الجماعة، حيث يرى منتقدو الموسم أنه يمثل نوعًا من “البذخ غير المجدي”، في منطقة تعاني من ضعف في البنيات التحتية، وخصاص واضح في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والماء الصالح للشرب. ويُطالب هؤلاء بإعادة توجيه الموارد نحو مشاريع تنموية مستدامة تعود بالنفع طويل الأمد على الساكنة.

ورغم هذا الجدل، تُواصل اللجنة المنظمة تحضيراتها الميدانية، حيث تم الشروع في تهيئة الفضاءات المخصصة لعروض الفروسية التقليدية، المعروفة محليًا بـ”التبوريدة”، وكذا تحديد أماكن مخصصة للباعة وتنظيم حركة الزوار، مع الحرص على شروط السلامة والنظافة. كما يجري التنسيق مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية لتأمين التغطية الصحية، والمراقبة البيطرية للخيول، وضمان انسيابية الأنشطة المرتبطة بالموسم.

ويؤكد فاعلون محليون أن هذا الموعد الثقافي السنوي يتجاوز البُعد الاحتفالي، ليشكل رافعة اقتصادية واجتماعية تُنعش الاقتصاد القروي وتُعيد الاعتبار للثقافة الفروسية، باعتبارها مكونًا من مكونات التراث المغربي الأصيل. كما يشيرون إلى أن المواسم التقليدية، رغم طابعها الموسمي، تُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتكريس مظاهر الهوية المحلية.

ومع كل دورة جديدة، تُطرح أسئلة التنمية بتحدياتها الراهنة، وتُعاد صياغة الأولويات بين ثقافة الترفيه والحاجة إلى العدالة المجالية، في منطقة تتطلع إلى برامج تُوازن بين الحفاظ على الموروث الثقافي وتحقيق الكرامة الاجتماعية للمواطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق