
حميد رزقي من بني ملال
دقّ صيادون من جماعة أولاد اسعيد الواد بإقليم بني ملال، ناقوس خطر تلوث مياه نهر أم الربيع وأثره على الثروة السمكية، مشيرين إلى أن أنواعا مهمة من الأسماك قد انقرضت خلال السنوات الأخيرة جراء ممارسات يجرمها القانون..
ورجح عبد الحق بنزيان، صياد من الجماعة المذكورة، أن تكون مخلفات معاصر الزيتون العشوائية ومياه الصرف الصحي سببا في نفوق الأسماك، في ظل غياب مراقبة مستمرة من طرف السلطات المحلية والهيئات المنتخبة.
وكشف المتحدث’’ أن عشرات الأسر المعوزة تعيش منذ ما سنوات على عائدات الثروة السمكية بنهر أم الربيع، مؤكدا أن عائلته ورثت هذه الحرفة أبا عن جد وأنه يجد اليوم صعوبات كثيرة في مواصلة مشواره جراء ثلوث النهر ونفوق أسماكه.
ودعا بنزيان من وصفهم بالمسؤولين عن’’ الفئات الهشة ‘‘إلى التدخل لوضع مقاربة بيئية ناجعة وحلول آنية للحد من تكرار تلوث النهر، مبرزا أن’’ أم الربيع ‘‘التي كانت تحبل بعشرات الأنواع من السمك، وبكميات هائلة، لم تعد تحتوي سوى على ثلاثة أنواع أو أربعة بالكاد توفر لقمة العيش لممتهني المهنة.
والتمس الصياد ذاته، من الجهات المسؤولة دعم ممارسي هذه المهنة بحماعة أولاد اسعيد الواد بمعدات عصرية للصيد وبدراجات نارية مزودة بجهاز التبريد للحفاظ على جودة المنتوج وضمان صحة المواطنين، مع العمل على تحسين وضعيتهم من خلال توفير سوق للسمك بالجماعة.
وكما كشف أن ’’ تجارة السمك ‘‘تعرف رواجا مهما بالمنطقة خاصة خلال شهر رمضان، مؤكدا على أن الساكنة تفضل استهلاك سمك نهر أم الربيع على باقي الأنواع الأخرى التي يتم تسويقها أحيانا بالنظر إلى جودتها.
ومن جهته أوضح عبد العزيز رشيد، ناشط حقوقي، أن نهر أم الربيع يشهد في السنوات الأخيرة كارثة بيئية حقيقية، ما يتطلب من الساكنة الممتدة على ضفافه الكف عن ممارسات يجرمها القانون.
ولفت المتحدث انتباه السلطات المحلية إلى خطورة الوضع، خاصة أن النهر-يقول- يُعد مُتنفسا لعشرات الأسر ومصدر عيش لعدد من الصيادين التقليديين، ومورد ماء لسقي بعض المزروعات المحلية؛ ما يشكل خطورة بالغة على صحة المواطنين.