
هومبريس – ي فيلال
هل يمكن لدولة أن تتحول إلى أيقونة سياحية عالمية؟ المغرب يثبت أن الإجابة هي نعم، حيث يواصل تألقه كوجهة سياحية إستثنائية تجمع بين التاريخ العريق، الثقافة الغنية، و الطبيعة الخلابة، مما يجذب ملايين الزوار سنوياً.
سلطت صحيفة ذا ديلي تلغراف البريطانية الضوء على الانتعاش القوي لقطاع السياحة المغربي بعد جائحة كوفيد، مشيرة إلى أن المملكة حققت رقمًا قياسياً تاريخياً بإستقبال 17.1 مليون سائح خلال عام 2024، مما عزز مكانتها كأول وجهة سياحية في إفريقيا.
هذا النمو اللافت يستمر في عام 2025، حيث سجل الربع الأول 5.7 ملايين وافد، بزيادة 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس الزخم السياحي المتصاعد الذي تشهده المملكة.
النجاح السياحي المغربي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة حملة ترويجية ذكية، إضافة إلى الصدى العالمي الذي حظيت به المملكة بفضل الأداء الإستثنائي للمنتخب الوطني المغربي في كأس العالم 2022، حيث بلغ نصف النهائي، مما عزز صورة المغرب كوجهة جذابة على الساحة الدولية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للنجوم العالميين، و يستضيف مؤتمرات دولية، و تصوير أفلام ضخمة، إلى جانب مسابقات رياضية كبرى، بما في ذلك كأس العالم 2030، حيث يطمح إلى بلوغ 26 مليون سائح في السنوات القادمة، مما يعكس طموحه في ترسيخ مكانته كقوة سياحية عالمية.
وأبرزت الصحيفة أن الدينامية السياحية تعززت بإطلاق 120 خطاً جوياً جديداً خلال العامين الماضيين، مما ربط المملكة بعشرات الوجهات في أوروبا و إفريقيا وآسيا و أمريكا، حيث بات 14 مطارًا في المملكة المتحدة يؤمن رحلات نحو المغرب عبر 28 شركة طيران، مما يسهل وصول السياح من مختلف أنحاء العالم.
ومن طنجة إلى الداخلة مروراً بورزازات، أحدثت هذه الخطوط تحولاً في تجربة السفر، تمامًا كما ساهم وصول أكبر السلاسل الفندقية العالمية في تنويع العرض السياحي، الذي يرتكز على الثقافة، الرفاهية، الرياضة، الموسيقى، و المغامرة، مما يجعل المغرب وجهة متكاملة تلبي تطلعات مختلف الزوار.
واستشهدت الصحيفة بمدينة فاس، الجوهرة الثقافية للمملكة، كنموذج حي لجاذبية السياحة الثقافية، حيث يتوافد الزوار على المدينة العتيقة التي تعود للقرن الثامن، بحثاً عن التواصل والانغماس في الأجواء الأصيلة بعيداً عن المسارات السياحية التقليدية، مما يعكس ثراء التراث المغربي.
وعبر الأزقة الـ9700 التي تشكل أقدم مدينة مأهولة في العالم، يمكن للسياح إستكشاف أطباق تقليدية و مصانع دباغة عريقة، أو الإنغماس وسط حشود المصلين المتوجهين إلى مسجد جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم، مما يضفي على التجربة السياحية بعداً روحانياً و ثقافياً فريداً
كما قارنت الصحيفة مدينة فاس بمدينة فلورنسا الإيطالية من حيث رقيها التاريخي و مأكولاتها و.فنونها و قصورها و متاحفها، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الأصالة و الرقي، ويؤكد أن المغرب ليس مجرد وجهة سياحية، بل رحلة عبر الزمن تحمل في طياتها سحر التاريخ و عراقة الحضارة.
إلى جانب النمو السياحي، يعمل المغرب على تعزيز السياحة المستدامة من خلال مشاريع بيئية تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، مثل تطوير الفنادق الصديقة للبيئة، و تشجيع السياحة الإيكولوجية، مما يضمن تجربة سياحية متوازنة تجمع بين الإستمتاع بالطبيعة و الحفاظ عليها.
كما تسعى المملكة إلى توسيع نطاق السياحة الرقمية عبر تطوير تطبيقات ذكية تساعد السياح على إكتشاف الوجهات بسهولة، و.حجز الفنادق و الرحلات، مما يجعل تجربة السفر أكثر سلاسة و راحة، و يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية متطورة تواكب العصر.