
تعيش أغلب أحياء سبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح على وقع العطش تزامنا مع حرارة مرتفعة تجاوزت مؤخرا ال 40 درجة، ما عمّق من معاناة الساكنة مع الخصاص الحاصل في المياه الصالحة للشرب، ودفع فعاليات جمعوية إلى التنديد بالوضع والخروج اليوم الأربعاء، إلى الاحتجاج للمطالبة بحلول عاجلة.
وردد المحتجون أمام مقر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء بالمدينة، شعارات تطالب برفع الضرر وتحمل المجلس الجماعي جانبا من المسؤولية، وتشير إلى أن الوضع بات لا يطاق وأن من حق المواطنين الحصول على الماء الشروب بشكل منتظم، تبعا لما يؤدونه للوكالة من واجبات في هذا الشأن.
ومن ضمن الشعارات التي رفعها المشاركون الذين كان البعض منهم يحمل عبوات بلاستيكية فارغة خلال الوقفة الاحتجاجية’’ علاش جينا واحتجينا على الماء لي بغينا‘‘ و ’’ هذا عيب هذا عار ساكنة سوق السبت في خطر‘‘ ، يا مسؤول هاك الجديد التصعيد تم التصعيد‘‘ و’’ وسنة على سنة وسوق السبت عطشانة..‘‘
وأكدت كلمات أثناء الوقفة، على أن مجمل المقترحات والوعود التي أوردتها السلطات والمجلس الجماعي بشأن الحد من معاناة الساكنة لم تجد طريقا إلى التنفيذ، ما يتطلب المزيد من الجهود لتفادي الخصاص خاصة خلال فترة عيد الأضحى والصيف.
وبالموازاة مع هذه الأشكال الاحتجاجية، يشار أنه على مدى حوالي أسبوع لم يتوقف مدونون ونشطاء عن التنديد والاستنكار بمواقع التواصل الاجتماعي عمّا جرى بالمدينة على مستوى مياه الشرب، مطالبين بدورهم بإجراءات مستعجلة، ولافتين إلى تأثيرات ندرة المياه على صحة المواطنين.
وجراء الوضع ذاته، كان عدد من سكان حي الإنارة قد تجمعوا أمام مقر الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء، مطالبين بإيجاد حل لندرة مياه الشرب، ومشيرين إلى أن صبيب المياه بالمنازل لم يعد كافيا، ما زاد من معاناتهم خاصة في هده الفترة اتي تعرف فيها المنطقة ارتفاعا في درجة الحرارة.
وفي تصريح لموقع هومبريس عبر رجل ستيني، من حي الانارة، كان ينتظر دوره للسقي من ثقب مائي في ملكية أحد الخواص بشارع الحسن الثاني بالمدينة عن غضبه حيال هذه الحالة التي وصفها بالخطيرة والغير مقبولة، في غياب مؤشرات كفيلة بالحد من الأزمة التي بدأت تتفاقم تزامنا مع فصل الصيف.
من جهتها قالت يامنة وهي سيدة أربعينية من حي العلاوة، كانت تدفع عربة بها حوالي 6 عبوات بلاستيكية فارغة، بحثا عن الماء خارج حي العلاوة، إن مشكلة العطش تتكرر كل صيف في المنطقة، موضحة أن صنابير المياه جفت، ومع ذلك لم يتم اتخاد إجراءات مستعجلة من طرف الجهات المسؤولة لسد الخصاص.
وأردفت أنه “إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وتأخرت الجهات المسؤولة من سلطات محلية وإقليمية وجهوية، ووكالة ومجلس جماعي في معالجة ندرة المياه، فإنه من المرتقب أن تنتفض نساء المدينة اللواتي يتحملن هذا العبء في صمت، بشكل غير مسبوق من أجل حقهن في هذه المادة الحيوية.
وكانت الإدارة العامة للوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء- قطاع الماء-، قد عزت ندرة المياه الصالحة للشرب، إلى نضوب مياه المنابع التي تزود المدينة بالمياه الصالحة للشرب، جراء تراجع الفرشة المائية للآبار بسبب الجفاف، معلنة عن إجراءات استعجالية من ضمنها الزيادة في عمق الآبار التي تزود المدينة بهذه المادة الحيوية.
وعلم لدى هومبريس من مصادر تابعة للمجلس الجماعي، أن محسنين وافقوا على حفر ثقب مائي بعمق حوالي 200 متر من اجل تزويد ساكنة المدينة بالماء الشروب في انظار استكمال إجراءات صفقة مع مجلس جهة بني ملال خنيفرة سيتم بموجبها حفر ثقبين آخرين بعمق 400 متر، وفق ما أوردته المديرة العامة للوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء في اجتماع سابق حضرته السلطات وأعضاء المجلس الجماعي.
وذكر مصدر تابع للمجس الجماعي فضل عدم ذكر اسمه، أن السلطة والمجلس الجماعي لم يغمض لهما جفن بشأن أزمة الماء الشروب، وأن الجهود لم تتوقف منذ بداية الأزمة، مشيرا أن كل الأبواب تم طرقها بما في ذلك باب الإحسان في ظل وجود بعض الإجراءات القانونية التي تتطلب وقتا من أجل تنفيذ قرارات المجلس الجماعي الخاصة بإنجاز آبار جديدة بتمويل من جهات أخرى.
حميد رزقي