
حميد رزقي
توج الفيلم المغربي الوثائقي الناطق باللغة الأمازيعية“ذاكرة جسد” لمخرجه محمد زاغو و منتجه الحسين حنين، بالجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2024، كأحسن فيلم مغربي أمازيغي، و التي يقدمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كل سنة.
وتمنح الجائزة الوطنية للفيلم الأمازيغي، تقديراً كبيراً، من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، للمبدعين السينمائيين المغاربة، و مكافأة منه للإبداع في مجال الفيلم الأمازيغي، في صنفيه التخييلي الروائي، و الوثائقي، و الذي فاز به “ذاكرة جسد.
ويحتفي الفيلم المتوج، بروح الهوية المغربية الأمازيغية، و العادات و التقاليد، في العديد من القبائل، من خلال تيمة الوشم، الذي اتخذته الكثير من النساء، زينة و نخوة، و عادة إجتماعية و مجتمعية عريقة، خاصة بمناطق و قبائل أمازيغية، منها قبيلة أيت سغروشن إقليم تازة، و قلعة مكونة، و تارودانت، خنيفرة، و الحسيمة، و تنغير، و غيرها.
ورأت لجنة التحكيم في”ذاكرة جسد”، فيلماً ممتعاً و عميقاً، له ذاكرة إجتماعية عريقة، تبرز فيضاً من القيم و الطقوس الأمازيغية، عبر حكايات مشوقة و حالمة تسردها نساء من أعمار مختلفة، يحملن أوشاما قديمة، لها الكثير من و القصص و الأماني، و الآلام و الأحلام الجميلة.
وفي تصريح بالمناسبة، أعرب الحسين حنين، عن افتخاره الكبير و اعتزازه العميق بهذه الجائزة الرفيعة، التي اعتبرها كبيرة و مهمة في مسيرته السينمائية، مبرزاً قيمتها الإعتبارية، و بخاصة انها تمنح من قبل مؤسسة وطنية رائدة، تعنى بالثقافة الامازيغية.
وأكد حنين، أن اشتغاله رفقة المخرج و طاقمه الفني، حول تيمه الوشم، ما هو الا صورة حية لإبراز و الإهتمام بجانب من مكونات الهوية و التراث و التقاليد المجتمعية المغربية في عدة مناطق أمازيغية، موضحاً أنه ليس من السهل الحصول على هذه الجائزة، كما أن حبه للأمازيغية و لكل تجلياتها، ساهم بشكل كبير في إنتاج و إبداع هذا العمل، الذي قال انه” أعجبت به لجنة التحكيم، ففاز بهذه الجائزة، التي تشكل له، مفخرة و حافزاً على مزيد من البحث و العطاء و الإشتغال في مجال الأمازيغية، كمادة خام لكثير من الإبداع الفنية.
وبتتويج “ذاكرة جسد”، الذي شارك في عدة مهرجانات وطنية و دولية، و مرشح أيضا للظفر بإحدى جوائز الدورة الرابعة لمهرجان البحرين السينمائي خلال شهر نونبر المقبل، يكون قد بصم على حضور فني وازن و قوي، و أكد قيمته الفنية و الجمالية، احتفاء بالهوية والتاريخ و الطقوس و العادات السوسيولوجية المغربية العريقة باللغة الأمازيغية.