هومبريس – ح رزقي
مع مرور السنوات، يلاحظ كثيرون أن التخلص من الوزن الزائد لم يعد كما كان في السابق، فبدل أن ينخفض تدريجياً، يبدأ بالتراكم بوتيرة أسرع، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة، و هل يمكن مواجهتها بذكاء غذائي و حركي؟.
تُفنّد الدكتورة أوكسانا ميخاليفا، أخصائية الغدد الصماء و خبيرة التغذية، الإعتقاد الشائع بأن الغدة الدرقية هي السبب الرئيسي، مؤكدة أن السبب الأكثر شيوعاً هو تباطؤ عملية التمثيل الغذائي المرتبط بإنخفاض الكتلة العضلية مع التقدم في السن.
فكلما تراجعت الكتلة العضلية، انخفض معدل حرق السعرات الحرارية، لأن العضلات تُعد المستهلك الأكبر للطاقة في الجسم.
وتُضيف أن هرمونات مثل هرمون النمو و الهرمونات الجنسية، و على رأسها التستوستيرون، تلعب دوراً محورياّ في الحفاظ على الكتلة العضلية.
ولهذا السبب، يكون الرجال أقل عرضة للسمنة مقارنة بالنساء، و يفقدون الوزن بسهولة أكبر بفضل كتلتهم العضلية الأعلى.
لكن مع التقدم في العمر، يبدأ إنتاج هذه الهرمونات بالتراجع تدريجياً، حيث ينخفض هرمون النمو مثلاّ قبل سن الثلاثين، ما يُسرّع من فقدان العضلات و يُبطئ عملية الأيض.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن نوعية النوم تؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على حرق الدهون.
فقلة النوم تُخلّ بتوازن هرمونات الجوع و الشبع، مثل اللبتين و الغريلين، ما يزيد من الشهية و يُضعف قدرة الجسم على إستخدام الطاقة بكفاءة.
لذلك، يُعد تحسين جودة النوم جزءاً أساسياً من أي خطة لفقدان الوزن، خاصة مع التقدم في السن.
من جهة أخرى، يُعد النشاط البدني المنتظم العامل الحاسم في الحفاظ على الكتلة العضلية.
ومع الأسف، تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 70٪ من كبار السن يقلّ لديهم النشاط الحركي بشكل ملحوظ.
لذا، فإن دمج تمارين المقاومة و المشي اليومي في الروتين الأسبوعي يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في استقرار الوزن و تحسين الصحة العامة.
وتختم ميخاليفا بالتأكيد على أن التحكم في الوزن مع التقدم في العمر ليس مستحيلاً، بل يتطلب وعياً أكبر بالتغيرات الفسيولوجية، و تبنّي نمط حياة متوازن يجمع بين التغذية الذكية، و النشاط البدني، و النوم الجيد.
