
هومبريس – ي فيلال
تُواصل القوات المسلحة الملكية المغربية مسارها الثابت نحو تحديث ترسانتها العسكرية وتعزيز قدراتها العملياتية، حيث باشرت أشغال توسعة القاعدة الجوية بمدينة خريبكة، التي تحتضن مروحيات القتال المتطور من طراز “أباتشي AH-64E”، المصنّفة ضمن أقوى المروحيات الهجومية على الصعيد العالمي.
ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى رفع جاهزية القوات الجوية الملكية، إذ تم تسريع وتيرة الأشغال لتوفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال وصيانة هذه الطائرات المتقدمة. وقد تسلّمت المملكة أول دفعة مكونة من 6 مروحيات خلال شهر مارس الماضي، ضمن صفقة تشمل 24 مروحية من نفس الطراز، ستصل تباعًا عبر دفعات منتظمة.
ولتأمين متطلبات هذه المرحلة، صادقت الحكومة على قرار نزع ملكية قطعتين أرضيتين مجاورتين للقاعدة الجوية، الأولى بمساحة تقارب 64,744 مترًا مربعًا، والثانية تمتد على 98,248 مترًا مربعًا، بهدف تخصيصهما لأشغال التوسعة التي قد تشمل أيضًا تشييد مدرج جديد يُعزّز قدرات الإقلاع والهبوط ويوسّع هامش المناورة العملياتية.
وتندرج هذه الخطوة ضمن إطار التعاون العسكري المغربي الأمريكي، حيث تُعد الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا للمملكة في مجالات التكوين والتسليح ونقل التكنولوجيا، مما يُعزّز من قدرة المغرب على استيعاب وصيانة معدات متطورة وفق المعايير الدولية.
وتُعد مروحية “أباتشي AH-64E” من أبرز المروحيات الهجومية في العالم، إذ تتميز بقدراتها العالية في تنفيذ المهام القتالية والاستطلاعية، وتعمل بكفاءة في مختلف البيئات، بما في ذلك التضاريس الوعرة والعمليات الليلية، بفضل منظومتها الإلكترونية والبصرية المتقدمة.
تحليليًا، يُمثّل إدماج هذا النوع من المروحيات نقلة نوعية في قدرات القوات الجوية المغربية، ويُعزّز من فعالية التدخلات العسكرية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة التي تعرفها المنطقة، سواء على مستوى حماية المجال الجوي الوطني أو ضمن مساهمات المغرب في عمليات حفظ السلم الإقليمية والدولية.
كما يُجسّد هذا التحديث التزام المملكة بتطوير منظومتها الدفاعية الذاتية، وفق رؤية ملكية واضحة تهدف إلى بناء مؤسسة عسكرية حديثة، متقدمة تقنيًا، ومتوازنة في محيطها الإقليمي، بما يضمن تعزيز الأمن الوطني والمساهمة الفاعلة في الاستقرار الإقليمي والدولي.