
هومبريس – ح رزقي
في سعينا للتخفيف من آلام العضلات و الدورة الشهرية في الطقس البارد، نتوجه غالباً لإستخدام وسائل التدفئة المختلفة مثل مقاعد السيارات المدفأة و زجاجات الماء الساخن.
لكن، على الرغم من الفوائد التي توفرها هذه الوسائل، إلا أن التعرض المستمر لها قد يؤدي إلى ظهور حالة جلدية تُعرف بإسم “متلازمة الجلد المحمّص”.
تعريف الحالة
“متلازمة الجلد المحمّص” هي حالة جلدية تظهر على شكل طفح جلدي بني محمر يشبه النمط الشبكي، و قد تصاحبها إحساس بالحكة أو الحرقان. يوضح طبيب الأمراض الجلدية، أنيل شارما، أن هذه الحالة تحدث نتيجة التعرض المطول لمصادر حرارة منخفضة الدرجة، التي ليست ساخنة بما يكفي لإحداث حروق، لكنها تؤدي إلى تغيير بنية الجلد بشكل تدريجي.
تأثيرات الحرارة على الجلد
يقول الدكتور شارما إن التعرض لدرجات حرارة تتراوح بين 43 و47 درجة مئوية يمكن أن يتسبب في تلف الألياف المرنة في الجلد و الأوعية الدموية الصغيرة القريبة من السطح، مما يؤدي إلى تغيرات واضحة في نسيج الجلد.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالباً ما تختفي بمجرد إيقاف التعرض للحرارة، إلا أن التعرض المستمر قد يتسبب في أضرار دائمة، مثل زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من سرطانات الجلد، مثل سرطان الخلايا القاعدية و سرطان الغدد الصماء العصبية و الليمفوما منخفضة الدرجة.
نصائح الوقاية
يحذر الدكتور شارما من أن التعرض المستمر للحرارة يمكن أن يحدث تغييرات على المستوى المجهري في خلايا الجلد، مشابهة لتلك الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس أو أجهزة التسمير.
لذا، يُنصح بمراقبة أي تغيرات في لون الجلد أو نسيجه، و إستشارة طبيب متخصص عند الحاجة.
طرق الوقاية من “متلازمة الجلد المحمّص”
– إستخدام حاجز واقٍ : وضع حاجز واقٍ بين الجلد و مصدر الحرارة، مثل منشفة أو قطعة قماش عند إستخدام زجاجات الماء الساخن.
– تقليل التعرض المتكرر للحرارة : التوقف عن التعرض المتكرر لمصادر الحرارة، خاصة من الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر المحمول، من خلال إستخدام غطاء عازل أو تعديل وضعية الجلوس.
– إستخدام الكريمات الموضعية : يمكن إستخدام كريمات موضعية مثل كريم الهيدروكورتيزون 1% أو الريتينول، و لكن يُفضل إستشارة طبيب أمراض جلدية قبل إستخدامها لتحديد العلاج المناسب.
نصائح إضافية
– تهوية المكان : التأكد من تهوية المكان بشكل جيد عند إستخدام وسائل التدفئة، لتجنب تراكم الحرارة المفرطة.
– تنظيم الجلسات : تحديد فترات إستخدام وسائل التدفئة و عدم الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الجسم لتجنب تعريض الجلد للحرارة بشكل مستمر.
– إستخدام مرطبات : تطبيق مرطبات على الجلد بانتظام للحفاظ على رطوبته و تقليل تأثير الحرارة الجافة.
كيفية العناية بالبشرة بعد التعرض للحرارة
– إستخدام منتجات مهدئة : يمكن إستخدام منتجات مهدئة للبشرة مثل الألوفيرا أو الكريمات الغنية بفيتامين E لتهدئة البشرة و ترطيبها بعد التعرض للحرارة.
– تجنب الماء الساخن : يُفضل استخدام الماء الفاتر عند الإستحمام، حيث أن الماء الساخن يمكن أن يزيد من جفاف البشرة و يؤدي إلى تفاقم الحالة.
– إرتداء ملابس قطنية : إختيار ملابس مصنوعة من القطن لتقليل الإحتكاك بالبشرة و السماح لها بالتنفس بشكل أفضل.
نصائح صحية إضافية
– توعية العائلة : من المهم توعية أفراد العائلة بخصوص أضرار التعرض المستمر لمصادر الحرارة و كيفية الوقاية منها، خصوصاً عند إستخدام الوسائل المنزلية التقليدية.
– إستشارة مختصين : استشارة أطباء الجلدية بشكل دوري لضمان عدم تطور أي مشكلات جلدية مرتبطة بالتدفئة، و الحصول على نصائح مخصصة للعناية بالبشرة.
– إستخدام بدائل : التفكير في إستخدام بدائل أكثر أماناً و فعالية للتدفئة، مثل الأجهزة الكهربائية ذات الحرارة المنخفضة و التي تحتوي على إعدادات أمان تلقائية.
من الضروري توخي الحذر عند إستخدام وسائل التدفئة للحفاظ على صحة الجلد و تجنب الإصابة بـ”متلازمة الجلد المحمّص”.
ينصح بمراقبة أي تغيرات جلدية و إستشارة الطبيب المختص عند الحاجة، لضمان الحماية من تطور أي مضاعفات محتملة.