
بني ملال – رزقي حميد
نظّم العشرات من مناضلي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببني ملال، مساء الثلاثاء، وقفة احتجاجية حاشدة أمام المستشفى الجهوي، تنديدًا بقرار طرد 11 عاملاً من حراس الأمن الخاص. واعتبرت النقابة أن هذا القرار “تعسفي وغير قانوني”، متهمة مديرة المستشفى بتجاوز القوانين وخرق حقوق الشغلية.
وردد المحتجون شعارات قوية تستنكر ما وصفوه بـ”التسلط الإداري” للمديرة، متهمين إياها بتبني “عقلية استبدادية”، وعدم احترام مقتضيات مدونة الشغل وحقوق العمال. كما طالبوا الجهات المسؤولة، من سلطات محلية ووزارة الصحة، بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة المطرودين وأسرهم، وإرجاعهم إلى عملهم احترامًا لحقهم المشروع في الشغل.
وفي كلمته خلال الوقفة، قال محمد حطاطي، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية وكاتبها الإقليمي ببني ملال، إن القرار الذي اتخذته مديرة المستشفى “قرار غير مسؤول ويفتقر إلى المشروعية القانونية”، متسائلًا عن الجهات التي تحمي هذه المسؤولة وتمنحها صلاحيات تتجاوز القانون، وفق تعبيره.
وأضاف أن كافة الأطراف المعنية بالملف، من مندوبية الصحة إلى السلطات المحلية ومندوبية الشغل ومديرة الشركة، أبدت استعدادها لحل المشكلة وإرجاع العمال المطرودين، إلا أن المديرة اختارت التمادي في موقفها، ما يهدد بتصعيد الاحتجاجات نحو مستويات غير مسبوقة.
وأمام استمرار ما وصفه بـ”التعنت الإداري”، أكد حطاطي أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لن تتراجع عن مطالبها، مشيرًا إلى أن النقابة بصدد تنفيذ برنامج نضالي تصعيدي يشمل مسيرات احتجاجية، قوافل تضامنية، اعتصامات للأسر والعائلات، بل وحتى إضرابًا عن الطعام إن استدعى الأمر ذلك.
من جهته، عبّر محمد الطوبي، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة بجهة بني ملال خنيفرة، عن تضامن الشغيلة الكونفدرالية مع العمال المعتصمين، منتقدًا سوء التسيير داخل المستشفى منذ تعيين المديرة. وأكد أن الأوضاع تفاقمت بدل أن تتحسن، ما أدى إلى احتقان مستمر ينعكس سلبًا على الخدمات الصحية.
ودعا الطوبي وزير الصحة ووالي الجهة إلى التدخل العاجل لإنهاء هذا “المشكل المفتعل” وإعادة المطرودين إلى عملهم. كما شدد على أن استمرار الأزمة مع اقتراب شهر رمضان يزيد من معاناة الأسر، ويستدعي حلاً عاجلاً يضمن استقرار المرفق الصحي.
حتى الآن، لم تصدر إدارة المستشفى أي توضيح رسمي حول خلفيات قرار الطرد، كما لم تعلن السلطات المحلية عن أي تدخل لحل النزاع، ما يزيد من احتقان الوضع ويهدد بمزيد من التوتر في القطاع الصحي بالجهة.