
هومبريس – م أبراغ
في بادرة إنسانية و اجتماعية مميزة، نظمت الكشفية المحمدية فرع أيت عطا نومالو واويزغت، أمس السبت 02 غشت الجاري، قافلة طبية متعددة التخصصات بتنسيق مع المديرية الإقليمية للصحة و الحماية الإجتماعية بأزيلال، و المديرية الإقليمية للتعليم، و بمشاركة فرق طبية متخصصة من بني ملال و أفورار و أزيلال.
هذه المبادرة جاءت لتجسد روح التضامن المجتمعي، و تلبي حاجيات الساكنة في المناطق الجبلية التي تعاني من ضعف الولوج إلى الخدمات الصحية المتخصصة.
أكثر من 1200 مستفيد من مختلف الجماعات
القافلة عرفت توافداً كبيراً من المواطنين القادمين من جماعات ترابية مثل اسكسي، أنركي، تيلوكيت، و بين الويدان، حيث استفاد 1260 شخصاً من خدمات طبية موزعة على تخصصات متعددة، وفق توزيع دقيق يراعي تنوع الحاجيات الصحية : طب القلب و الشرايين (130 مستفيد)، طب العيون (200)، طب النساء و التوليد (300)، الطب العام (400)، الأنف و الأذن و الحنجرة (150)، و طب الأطفال (80).
تنسيق محكم و جهود جماعية
أشرف على تنظيم القافلة فريق متكامل من المتطوعين، الذين أبانوا عن حس عالٍ من المسؤولية و اللآنضباط، إلى جانب دعم فعّال من السلطات المحلية، و الدرك الملكي، و القوات المساعدة، الذين ساهموا في تأمين الفضاء و تيسير عملية استقبال المستفيدين، مما ساعد على إنجاح هذه المبادرة الإنسانية في ظروف تنظيمية مثالية، اتسمت بالإنسيابية و الإحترام الكامل للإجراءات التنظيمية و الصحية.
وقد أكد عز الدين أبغى، المسؤول بالكشفية المحمدية فرع أيت عطا نومالو واويزغت، نجاح التنظيم المحكم للقافلة، مشيداً بروح التعاون و التضامن التي طبعت هذه المبادرة الإنسانية، و مثمناً المجهودات المبذولة من طرف جميع المتدخلين، من سلطات محلية، و أطر صحية، و متطوعين، الذين ساهموا في توفير ظروف ملائمة لاستقبال المواطنين و تمكينهم من خدمات صحية ذات جودة، في جو من الإحترام و التقدير المتبادل.
الصحة في قلب التضامن المجتمعي
هذه القافلة تُجسد نموذجاً ناجحاً و مُلهماً للتكامل الفعّال بين المجتمع المدني و المؤسسات العمومية، حيث تتحول المبادرات التطوعية المنظمة إلى جسر حقيقي لتقريب الخدمات الصحية الأساسية و المتخصصة من المناطق النائية و المهمشة، و تُعزز الثقة المتبادلة بين المواطن و الإدارة، كما تُكرّس قيم التضامن و التكافل الإجتماعي، و تُبرز قدرة الفاعلين المحليين على إحداث أثر ملموس في حياة الساكنة، بعيداً عن الحلول المركزية التقليدية.
واويزغت كمحطة للتنمية الصحية المستدامة
اختيار واويزغت لتنظيم هذه القافلة يعكس وعياً عميقاً بأهمية العدالة الصحية و المجالية، و يُبرز الحاجة الملحة إلى استدامة مثل هذه المبادرات النوعية، خاصة في ظل التحديات البنيوية التي تواجهها المناطق الجبلية في الولوج المنتظم إلى العلاج و التخصصات الطبية الدقيقة، بسبب ضعف البنيات التحتية الصحية، و نقص الموارد البشرية، و بعد المسافة عن المراكز الإستشفائية الكبرى، مما يجعل مثل هذه القوافل ضرورة ملحة لتعزيز الإنصاف في الرعاية الصحية، و تحقيق تقارب فعلي بين المواطن و الخدمة العمومية.