الرئيسية

المملكة المغربية تواصل التحليق في صناعة الطيران.. صادرات قياسية تتجاوز 14 مليار درهم

هومبريس ج السماوي 

سجل قطاع الطيران المغربي أداءً استثنائيًا خلال النصف الأول من سنة 2025، حيث تجاوزت صادراته 14 مليار درهم، محققًا نموًا بنسبة 8.8% مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2024.

هذا الارتفاع يعكس دينامية القطاع ويؤكد قدرته على التوسع في الأسواق الدولية، مدعومًا بتطور مبيعات فئة التجميع التي ارتفعت بـ728 مليون درهم، إلى جانب نمو صادرات أنظمة ربط الأسلاك الكهربائية بأكثر من 427 مليون درهم.

موقع استراتيجي ورؤية صناعية واعدة

يستفيد المغرب من موقعه الجغرافي الفريد بين أوروبا وإفريقيا، ما يجعله منصة مثالية لسلاسل الإنتاج والتصدير في قطاع الطيران.

هذا التموقع، إلى جانب البنية التحتية المتطورة، يعزز جاذبية المملكة لدى المستثمرين الدوليين، ويمنحها دورًا محوريًا في خارطة الصناعة العالمية.

قطاع الطيران: ركيزة جديدة للاقتصاد المغربي

إلى جانب الفوسفاط وصناعة السيارات، أصبح قطاع الطيران أحد أعمدة التصدير المغربي، مسهمًا في تقليص العجز التجاري وزيادة العائدات الصافية.

ففي الربع الأول من سنة 2025، بلغت صادرات القطاع 9 مليارات درهم، مقابل واردات بقيمة 6 مليارات، ما أفرز قيمة مضافة صافية تُقدّر بـ3 مليارات درهم.

من التركيب إلى التصنيع: تحول استراتيجي

يرى الخبير الاقتصادي محمد جدري أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو التحول من التركيب إلى التصنيع الكامل للطائرات، مستلهمًا نجاحه في قطاع السيارات.

هذا التوجه يعزز القيمة المضافة ويخلق فرصًا جديدة للشغل، خاصة مع الاستثمار المتزايد في تكوين الشباب في مجالات دقيقة كالمحركات وهياكل الطائرات.

الاستثمار في التكوين: رهان المستقبل

بدأت نتائج الاستثمار في التكوين تظهر بوضوح، حيث بات المغرب وجهة مفضلة للشركات العالمية الباحثة عن كفاءات مؤهلة.

المعاهد المتخصصة والمراكز التقنية تخرج سنويًا آلاف الشباب المدربين على أحدث التقنيات، ما يرفع من نسبة الاندماج المحلي ويقلل الاعتماد على المكونات المستوردة.

الطيران المغربي بين التحديات والفرص

رغم الإنجازات، لا يخلو الطريق من تحديات، أبرزها ضرورة رفع مستوى الابتكار المحلي وتطوير منظومة البحث العلمي المرتبطة بصناعة الطيران. فالمنافسة العالمية تفرض على المغرب تعزيز قدراته التكنولوجية لضمان استدامة النمو وتحقيق استقلالية صناعية تدريجية.

نحو صناعة دفاعية جوية؟

في ظل هذا الزخم، بدأت المملكة تطرق أبواب الصناعات الدفاعية الجوية، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام القطاع. دخول هذا المجال يتطلب شراكات استراتيجية وتطوير تقنيات متقدمة، لكنه يحمل في طياته إمكانات هائلة لتعزيز السيادة الصناعية وتوسيع قاعدة التصدير نحو أسواق جديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق