
هومبريس – ي فيلال
تشهد هايتي أزمة إنسانية عميقة بسبب تفاقم العنف و الفوضى التي تجتاح البلاد، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 60 ألف شخص خلال شهر واحد فقط نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية و إنعدام الغذاء.
هذه الأرقام القياسية تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه السكان، خصوصًا في العاصمة بورت أو برنس، التي أصبحت تحت سيطرة العصابات المسلحة.
وفي هذا السياق، وصف رئيس المنظمة الدولية للهجرة في هايتي، غريغوار غودشتاين، الوضع بأنه مأساوي و غير مسبوق، مؤكداً أن العصابات الإجرامية تُجبر العائلات على الفرار من منازلها بحثاً عن الأمان.
وتسيطر تلك العصابات على نحو 85% من العاصمة، مما يفاقم الأزمة و يعزل السكان عن الخدمات الأساسية، مع إستمرار إغلاق المطار الدولي في المدينة.
وقد أثّر تصاعد العنف بشكل ملحوظ على السكان المحليين في المناطق الأكثر تضرراً مثل ديلماس و كارفور فوي و مارتيسان و فورت ناشيونال و بيتيون فيل و تاباري، مما أجبر الآلاف على الهروب من بيوتهم خوفاً من تداعيات النزاع.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن عدد النازحين في هايتي تجاوز المليون شخص، و هو رقم تضاعف بشكل كبير خلال العام الماضي.
هذه الكارثة الإنسانية تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لدعم جهود الإغاثة و تقديم المساعدات اللازمة للسكان، بالإضافة إلى وضع إستراتيجيات طويلة الأمد لتهدئة الأوضاع الأمنية و ضمان الحماية للسكان المحليين.
الأزمة الحالية ليست مجرد تحدٍ محلي، بل هي إختبار للمجتمع الدولي في مواجهة مأساة إنسانية تتطلب إستجابة سريعة و شاملة.
تواجه هايتي أيضاً تحدياً كبيراً على المستوى الإقتصادي، حيث أدى إنتشار العنف إلى توقف العديد من الأعمال التجارية و تعطيل سلاسل التوريد المحلية، مما زاد من تفاقم أزمة الفقر.
ومع تصاعد النزوح الجماعي، أصبح توفير الإغاثة الإنسانية أكثر إلحاحاً، الأمر الذي يتطلب تنسيقاً مكثفاً بين المنظمات الدولية و المحلية لتلبية إحتياجات السكان الأساسية و ضمان توفير المأوى و الغذاء و الخدمات الصحية للنازحين.