
هومبريس – ع ورديني
في قلب مدينة مكناس، افتُتحت الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن هذا الحدث البارز، الذي يُكرّس التزام المملكة بتطوير القطاع الفلاحي و تعزيز إستدامته.
يشكّل هذا الملتقى، المنظم تحت شعار “الفلاحة و العالم القروي : الماء في قلب التنمية المستدامة”، مناسبةً للتأكيد على أهمية إدارة الموارد المائية في تحقيق الأمن الغذائي و تعزيز إستدامة الإنتاج الزراعي، في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
عرفت هذه النسخة مشاركة واسعة من 70 دولة، حيث اختيرت فرنسا كضيف شرف، في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية و الدينامية المتواصلة بين البلدين في المجال الفلاحي.
كما شهد الملتقى حضور شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، ما يعزز مكانته كمنصة دولية لمناقشة القضايا الزراعية الكبرى و إستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
يشمل هذا الحدث مجموعة متنوعة من الأقطاب، حيث تم تخصيص فضاءات للبحث العلمي و الإبتكار، إلى جانب قطاعات الصناعات الغذائية و الفلاحة الرقمية و تربية الماشية، مما يوفر فرصة للمشاركين لإكتشاف أحدث التقنيات و الآليات التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية و ضمان إستدامة الموارد الطبيعية.
ويتضمن برنامج الملتقى سلسلة من الندوات العلمية و الحوارات المتخصصة التي تجمع الخبراء و المختصين لمناقشة إستراتيجيات مواجهة التغيرات المناخية و التحديات التي تواجه القطاع الزراعي.
كما يُعد فرصة فريدة لتبادل التجارب و الرؤى حول سبل تطوير الفلاحة على المستويين الوطني و الدولي.
وبمساحة 12.4 هكتاراً، يرسّخ الملتقى مكانته كموعد أساسي في الأجندة الفلاحية الإفريقية و العالمية، حيث يجمع كبار الفاعلين في القطاع، و يتيح فرصاً واعدة لعقد الشراكات الإستثمارية التي من شأنها تعزيز ديناميكية الإقتصاد الفلاحي و دعم التنمية المستدامة.
يمثل هذا الملتقى فرصة حقيقية لتعزيز الشراكات الدولية و تبادل الخبرات حول أفضل الممارسات الزراعية، حيث يتيح للمشاركين الإطلاع على أحدث التقنيات و الإبتكارات التي تساهم في تحسين الإنتاجية الزراعية و إستدامة الموارد الطبيعية.
كما يعكس التوجه العالمي نحو الزراعة الذكية، التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لضمان إدارة فعالة للمياه و التربة، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي و تحقيق تنمية مستدامة تلبي تطلعات الأجيال القادمة.