
هومبريس – ي فيلال
في تصعيد جديد للحرب التجارية بين الولايات المتحدة و الصين، اتخذت بكين خطوة جريئة بوقف إستيراد الغاز الطبيعي المسال و القمح الأميركي نهائياً، مما يعكس توتراً متزايداً بين أكبر إقتصادين في العالم.
ووفقاً لبيانات الجمارك الصينية، فقد تراجعت واردات الصين من هذين المنتجين إلى الصفر في مارس الماضي، بعدما كانت الولايات المتحدة تمثل 17% من واردات القمح الصينية و 5% من واردات الغاز الطبيعي المسال خلال العام السابق.
يأتي هذا الإجراء بعد فرض الصين رسوماً جمركية إنتقامية على المنتجات الأميركية، حيث بدأت في فبراير بفرض رسوم تتراوح بين 10% و 15% على واردات الطاقة، قبل أن تمتد هذه الإجراءات في مارس إلى السلع الزراعية.
ومع تصاعد الحرب التجارية مطلع أبريل، ازدادت حدة العقوبات المتبادلة بين الطرفين، إذ فرضت واشنطن رسوماً تصل إلى 145%، وردت بكين بفرض رسوم بلغت 125%.
كما امتد التأثير السلبي لهذه التوترات إلى قطاعات أخرى، حيث شهدت واردات الصين من سلع زراعية أميركية أخرى إنخفاضاً حاداً، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة “بلومبيرغ”.
فقد تراجعت واردات القطن بنسبة 90% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 14 ألف طن، في حين انخفضت واردات الذرة إلى أقل من 800 طن، و هو أدنى مستوى لها منذ فبراير 2020.
إلى جانب التأثيرات الإقتصادية المباشرة، قد يكون لهذا التصعيد التجاري بين الصين و الولايات المتحدة تداعيات طويلة الأمد على سلاسل التوريد العالمية، حيث قد تدفع هذه التوترات الدول والشركات إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها التجارية و تنويع مصادر الإستيراد و التصدير.
كما يمكن أن يؤدي إستمرار فرض الرسوم الجمركية إلى تغيير جذري في العلاقات الإقتصادية الدولية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.