
هومبريس – ع ورديني
يواصل الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته السابعة عشرة جذب أعداد كبيرة من الزوار من مختلف الفئات، في أجواء تجمع بين الإكتشاف و التفاعل و الإحتفاء بالموروث الفلاحي المحلي.
يلتقي في هذا الحدث البارز الأسر المغربية، الطلبة، المهنيون الباحثون عن حلول زراعية مبتكرة، إضافة إلى الزوار الأجانب الذين يحرصون على الإطلاع على أحدث المستجدات في القطاع.
يتميز الملتقى بتنوع فضاءاته، حيث تستقطب الأروقة المؤسساتية، قطب المنتجات المحلية، و القطب الدولي إهتمام الزوار، إلى جانب المساحات المخصصة للعرض الحيواني و التكنولوجيا الزراعية.
هنا، يجد الزوار فرصة للتفاعل المباشر مع العارضين، إستكشاف أحدث الإبتكارات، و تذوق و إقتناء المنتجات المجالية التي تعكس ثراء الفلاحة المغربية.
وتعزز هذه الدينامية التنظيم السلس والأنشطة المستمرة التي تجعل من الحدث فضاءً حيوياً يجمع بين الجانب الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي، محولاً الملتقى إلى منصة حقيقية لتبادل الخبرات و مناقشة التحديات الفلاحية الكبرى.
منذ الصباح الباكر، تترجم الطوابير الطويلة أمام المداخل حجم الإقبال، حيث يتوافد الزوار لإستكشاف الأروقة، التقاط الصور، و المشاركة في ورشات تعليمية و تثقيفية.
على الصعيد الدولي، يشهد جناح فرنسا، ضيف الشرف لهذه السنة، إهتماماً واسعاً بفضل عروضه الزراعية و التكنولوجية المتقدمة، في حين تشهد أروقة الجهات المغربية حركة نشطة، مدفوعة بالإقبال الكبير على المنتجات المجالية المتنوعة.
أما في فضاء “المنتجات المجالية”، فيمكن للزوار اكتشاف نكهات متنوعة تعكس الهوية الفلاحية لكل منطقة، من زيت أركان و الزعفران إلى أنواع العسل و النباتات العطرية، ما يخلق تجربة فريدة تجمع بين الذوق و الإستكشاف.
ويشكل الملتقى فرصة للعارضين لتوسيع شبكة علاقاتهم التجارية و المؤسساتية، بما يتجاوز مجرد العرض والبيع إلى خلق شراكات طويلة الأمد.
بالنسبة للعائلات، يعد الحدث محطة تثقيفية وترفيهية، حيث يتفاعل الأطفال مع سلالات الأبقار والخيول، و يحضرون عروضاً تعريفية بالمهن الفلاحية، و يشاركون في ورشات عملية، وسط أجواء إحتفالية تعزز التجربة السياحية داخل الملتقى.
وعلى المستوى العلمي، تستقطب الندوات والمؤتمرات إهتمام الباحثين و الخبراء وصناع القرار، حيث تفتح النقاش حول قضايا ملحة، مثل تحديات التغير المناخي و الأمن المائي، بهدف طرح رؤى مستقبلية و حلول عملية لمجابهة هذه التحديات.
وبعيداً عن الأرقام، يؤكد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يستمر إلى غاية 27 أبريل الجاري، مكانته كمنصة إستراتيجية تسلط الضوء على واقع و مستقبل الفلاحة المغربية، مما يجعله ملتقى رئيسياً لتبادل الأفكار و تطوير رؤية متجددة للمجال الزراعي.
إلى جانب إبراز أهمية الفلاحة كمحرك أساسي للإقتصاد الوطني، يشكل الملتقى منصة مثالية لتعزيز فرص التعاون بين الفاعلين المحليين و الدوليين في القطاع الزراعي
فمن خلال اللقاءات المهنية و الحوارات المتبادلة، يتم فتح آفاق جديدة للإستثمار و الإبتكار في المجالات المرتبطة بالفلاحة المستدامة، بما يسهم في تحسين الإنتاجية، تعزيز الأمن الغذائي، و مواكبة التحديات البيئية و المناخية المتزايدة.