
حميد رزقي
احتضنت جماعة مولاي بوعزة اليوم ندوة علمية نظمها المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ضمن فعاليات الموسم السنوي للولي الصالح أبي يعزى. وشارك في اللقاء علماء وباحثون ومريدون، لمناقشة أدوار التصوف المغربي ومكانته داخل المنظومة الدينية الوطنية.
انعقدت الندوة تحت شعار “التصوف المغربي ثابت ديني أثيل وإشعاع روحي وصيل”، وتناولت مسار الشيخ أبي يعزى كأحد أعلام التصوف، إلى جانب أدوار التربية الصوفية في ترسيخ السلم الاجتماعي، وبناء علاقة متوازنة بين الإنسان ومجتمعه.
أكد متدخلون أن التصوف يمثل مكونًا رئيسيًا في البناء الديني المغربي، باعتباره رافدًا لتزكية النفس، ومجالًا لترسيخ القيم الأخلاقية والروحية. كما شددوا على انسجام التصوف مع الثوابت الدينية التي تؤطر المرجعية الإسلامية الرسمية بالمغرب.
اعتُبر التصوف ركيزة لمواجهة السلوكيات المتطرفة، عبر التربية السلوكية التي تقوم على الاعتدال والوسطية. كما تم التذكير بدور الزوايا والطرق الصوفية في تأطير المجتمع وتحصينه من الانزلاقات الفكرية والدينية عبر التاريخ.
وتمحورت المداخلات حول أهمية تثمين التراث الروحي المغربي، وربط الأجيال الصاعدة بالموروث الديني الوطني. كما دعا المشاركون إلى مواصلة دعم المبادرات التي تبرز أدوار التصوف في التنشئة وبناء السلم المجتمعي داخل المغرب.
وتناولت المداخلات سيرة الشيخ أبي يعزى باعتباره رمزًا للتزكية الروحية، حيث عاش أكثر من 130 عامًا في العبادة ومجاهدة النفس. وقد خلّد عدد من المؤرخين المغاربة سيرته، مؤكدين أثره في الذاكرة الدينية والروحية للمغاربة.
وقد دُفن الشيخ أبو يعزى بضريحه في مولاي بوعزة، الذي تحوّل إلى وجهة سنوية للمريدين والزوار. وتستعيد الندوات العلمية المنظمة في موسمه سيرة هذا الولي الصالح، وتُبرز دلالات حضوره المستمر في الفضاء الروحي المغربي.
تتزامن هذه الندوة مع انطلاق الموسم الديني لأبي يعزى، الممتد إلى 10 ماي 2025، والمنظم تحت شعار: “هوية ثقافية وثوابت روحية ووطنية متجذرة”. ويشكل الموسم فرصة للتواصل بين الأجيال وربط الحاضر بالموروث الديني المحلي.
حضر اللقاء عامل إقليم خنيفرة محمد عادل إهوران، إلى جانب رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة، وعدد من المنتخبين والأطر الإدارية والأمنية. كما شارك أساتذة جامعيون ومختصون في الفكر الصوفي بمداخلات علمية.