الرئيسية

أزيلال.. السياحة في مستفران بين المؤهلات الطبيعية و التحديات التنظيمية

هومبريسمنال الهداوي

تعد منطقة مستفران، التابعة لجماعة تيلوكيت بإقليم أزيلال، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث تتميز بتنوعها الطبيعي و جمال مناظرها الخلابة، مما يجعلها قبلة مفضلة لعشاق السياحة الجبلية و المائية.

تشتهر المنطقة بالأنشطة الرياضية المتعددة، مثل رياضة التجديف، المشي على الأقدام، القفز بالمظلات، و التسلق، إلى جانب طابعها التقليدي الذي يعكس تاريخها العريق.

أفاد مصطفى أوتيلي، و هو مرشد في الفضاءات الطبيعية و رياضة التجديف ومالك بيت ضيافة في منطقة الكاتدرائية، بأن السياحة في مستفران تشهد إقبالاً متزايداً بفضل مؤهلاتها الطبيعية الفريدة، حيث ساهم السكان المحليون بشكل كبير في الترويج للمنطقة و جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

صرح أوتيلي بأن هذا الإقبال السياحي أدى إلى ظهور مشكلات تنظيمية، أبرزها إنتشار المؤسسات السياحية غير المرخصة، حيث أدى الفائض في عدد الزوار إلى ظهور أماكن إقامة غير قانونية، مثل بيوت يتم تأجيرها بشكل غير منظم، إضافة إلى التخييم العشوائي على ضفاف النهر، مما تسبب في تراكم النفايات و أثّر سلباً على البيئة المحلية.

أكد أوتيلي أن غياب الرقابة أدى إلى إنخفاض جودة الخدمات السياحية، حيث أصبح بعض الزوار يعتمدون على خيارات غير منظمة بأسعار منخفضة، مما أثر على أصحاب المنشآت المرخصة الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ على مستوى الخدمات.

وأوضح أن المستثمرين المحليين يعانون من مشاكل في الحصول على التراخيص، حيث يواجهون إجراءات إدارية معقدة و تأخيرات طويلة، رغم تقديم الطلبات منذ سنوات.

أفاد أوتيلي بأنه منذ عام 2017 و هو يحاول الحصول على الرخصة دون جدوى، حيث قام بإعادة تقديم ملفه ثلاث مرات، إلا أنه لم يتلق أي رد إيجابي حتى الآن، و هو ما يعكس الصعوبات الكبيرة التي يواجهها المستثمرون المحليون في الحصول على الموافقات اللازمة لتنظيم أنشطتهم السياحية.

أوضح أوتيلي أن العديد من المسؤولين زاروا دار الضيافة التي يديرها، سواء مع عائلاتهم أو ضمن مجموعات، حيث شاهدوا كل شيء عن قرب و تعرفوا على إمكانيات المكان و الخدمات المقدمة.

ورغم ذلك، لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية لحل مشكلة الرخصة، مما يثير التساؤلات حول آليات منح التراخيص للمستثمرين المحليين و ضمان تنظيم القطاع السياحي بشكل عادل و مستدام.

من جانبه، صرح محمد الراجي، وهو مالك للبيت الضيافة بأن المشاكل الأساسية التي تواجه المنطقة تتلخص في ثلاثة محاور رئيسية :

أولاً، حالة الطريق، حيث يعد هذا التحدي الأكبر الذي يعيق وصول السياح بسلاسة و يؤثر على حركة النقل و التنقل داخل المنطقة.

ثانيًا، المشكلات البيئية، حيث يعاني المكان من انتشار النفايات و عدم إحترام البيئة، إذ يترك بعض الزوار مخلفاتهم مثل الأكياس البلاستيكية و النفايات مرمية على جوانب الطرقات و المواقع الطبيعية.

ثالثاً، مشكلة الجفاف، حيث أشار الراجي إلى ضرورة تدخل السلطات و المياه و الغابات لإطلاق مبادرات لغرس الأشجار و إعادة تأهيل المساحات الخضراء، حفاظاً على التنوع البيئي و ضمان إستدامة النشاط السياحي في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق