
هومبريس – ح رزقي
في قلب كل منزل، تقف الثلاجة كحارس أمين يحفظ الطعام و يصون الصحة، غير أن هذا الجهاز الذي نعتمد عليه يومياً قد يتحول إلى تهديد صامت إذا لم نولِه العناية اللازمة.
ما يجهله الكثيرون هو أن الثلاجة قد تصبح بيئة خصبة لنمو البكتيريا و الفطريات، مما يزيد من إحتمالات فساد الطعام و التعرض لمخاطر صحية خطيرة.
تشير الدراسات إلى أن درجة الحرارة داخل العديد من الثلاجات المنزلية غالباً ما تتجاوز الحد الآمن، حيث تسجل حوالي 5.3 درجة مئوية، في حين أن المعيار المثالي يتراوح بين 0 و 5 درجات.
الأمر يصبح أكثر خطورة حين تصل الحرارة إلى 15 درجة مئوية، مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر بسرعة، خاصة تلك التي تؤدي إلى حالات التسمم الغذائي.
ومع كل مرة يُفتح فيها باب الثلاجة، تتسلل موجات الهواء الدافئ إلى الداخل، مسببةً إرتفاعاً متكرراً في الحرارة، مما يخلق بيئة مثالية لنمو الجراثيم.
لاتقتصر المشكلة على التقلبات الحرارية، بل تمتد إلى أخطاء يومية يقع فيها الكثيرون دون إدراك خطورتها.
على سبيل المثال، تخزين اللحوم النيئة في الأرفف العلوية بدلاً من السفلى، مما يزيد إحتمالية تسرب السوائل الملوثة إلى باقي الأطعمة، أو ملء الثلاجة لدرجة تمنع تدفق الهواء البارد داخلها، مما يقلل من كفاءتها.
والأسوأ هو الإعتماد على “إختبار الرائحة” لتحديد صلاحية الطعام، متجاهلين أن بعض البكتيريا الضارة ليس لها أي رائحة تُذكر.
ومن العادات الإضافية التي يمكن أن تسهم في تحسين أداء الثلاجة والحفاظ على جودة الطعام، توزيع الأطعمة بشكل مدروس داخلها.
فمثلاً، يُنصح بوضع المنتجات الطازجة مثل الخضروات و الفواكه في الأدراج المخصصة لها للحفاظ على رطوبتها، مع الفصل بين الأطعمة المختلفة للحد من إنتقال الروائح و النكهات غير المرغوبة.
كما يوصى بتجنب تخزين الأطعمة الساخنة مباشرة داخل الثلاجة، إذ يؤدي ذلك إلى رفع درجة حرارتها الداخلية، مما يؤثر سلباً على جودة التبريد و يزيد من إستهلاك الطاقة.
لحماية صحتك وضمان سلامة الطعام، يمكن إتباع مجموعة من العادات البسيطة و لكنها ضرورية :
– تقليل عدد مرات فتح الباب، خاصة أثناء ترتيب المواد الغذائية.
– إستخدام موازين حرارة صغيرة داخل الثلاجة للتأكد من بقاء درجات الحرارة ضمن النطاق الآمن.
– عدم المبالغة في ملء الثلاجة و ترك مساحات كافية لدوران الهواء.
– تنظيف الإطار المطاطي للباب بإنتظام لضمان الإغلاق المحكم.
– فصل الأطعمة النيئة عن الجاهزة للأكل، و تخزين اللحوم النيئة على الرف السفلي.
– عدم الإحتفاظ بالأطعمة الجاهزة لأكثر من أربعة أيام، حتى وإن بدت سليمة.
– غسل اليدين جيداً قبل و بعد تحضير الطعام لتجنب إنتقال الجراثيم.
إن إدراك هذه التفاصيل الصغيرة و إعتماد سلوكيات ذكية في تخزين الطعام لا يحافظ فقط على نضارته لفترة أطول، بل يعزز أيضاً كفاءة الثلاجة، و يحمي صحتك و صحة أسرتك من المخاطر التي قد لا تكون مرئية للعين، لكنها كامنة في كل زاوية غير مُعتنى بها.