
حميد رزقي
باشرت السلطات المحلية بمدينة سوق السبت أولاد النمة، التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، شملت في مرحلتها الأولى حي النخلة، وذلك في إطار خطة تهدف إلى تنظيم المجال العام وإنهاء حالة التسيب التي تعرفها عدد من الأحياء جراء الترامي غير المشروع على الأرصفة والمساحات العمومية.
الحملة التي دخلت أسبوعها الأول، قادها باشا المدينة، بمشاركة رؤساء ثلاث مقاطعات إدارية، وعناصر من الأمن الوطني والقوات المساعدة وأعوان السلطة، واستهدفت إزالة عدد من الحدائق العشوائية والمتاريس الإسمنتية، التي أقامها بعض السكان في تحدٍّ للقوانين المنظمة للتعمير والتهيئة الحضرية.
وإن كانت الانطلاقة من حي النخلة، فإن واقع احتلال الملك العمومي لا يقتصر عليه فقط، بل يشمل عدداً من الأحياء التي أصبحت تتقاسم الفوضى كقاسم مشترك، في انتظار أن تشملها تدخلات مماثلة، تعيد للمدينة شيئاً من النظام الذي افتقدته منذ سنوات.
في هذا الصدد، طالب فاعلون جمعويون بتوسيع نطاق الحملة لتشمل باقي الأحياء، دون استثناء أو انتقائية. واعتبر نور الدين الخياري، مستشار جماعي وفاعل مدني، أن “التحرك الأخير يُعدّ خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن المشكل لا يخص حي النخلة وحده”، مضيفاً أن “أحياء أخرى تعاني الوضع نفسه، بل ربما أكثر، ويجب أن تصلها الحملة دون تأخير“.
وتُعدّ معضلة احتلال الملك العمومي من أبرز الإشكالات التي تعانيها مدينة سوق السبت، في ظل تراكم مظاهر العشوائية وتداخل الاختصاصات، وتزايد الاتهامات لبعض الجهات المنتخبة بـ”غض الطرف” أو “التقاعس” عن تطبيق القانون، ما ساهم في تحويل بعض الأرصفة إلى فضاءات خاصة أو مواقف غير مرخصة.
وتُعوّل السلطات المحلية على هذه الحملة لإعادة الانضباط العمراني إلى الأحياء الحضرية بسوق السبت، عبر تحرير الأرصفة من الفوضى التي طالما أزعجت الساكنة، وسط توقعات بتوسيع التدخل ليشمل المقاطعتين الثانية والثالثة، حيث تنتشر نقاط سوداء تستدعي تدخلاً عاجلاً.