
هومبريس – ح رزقي
في موقف صارم يعكس وضوح السياسة الأوروبية تجاه قضية الصحراء المغربية، شددت كايا كالاس، الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية، على أن الإتحاد الأوروبي لا يعترف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، كما أن أي دولة عضو في الإتحاد لا تعترف بها.
جاء هذا التصريح أول أمس الجمعة، رداً على إستفسار صحفي حول إمكانية مشاركة البوليساريو في الإجتماع الوزاري الثالث بين الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الإفريقي، المقرر عقده يوم الأربعاء 21 ماي الجاري في بروكسل.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن هذه الإجتماعات تنظم بشكل مشترك بين الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الإفريقي، مؤكدة أن الإتحاد الأوروبي لم يوجه أي دعوة لهذا الكيان غير المعترف به.
وأكدت كالاس أن موقف الإتحاد الأوروبي ثابت و معروف، حيث لا يعترف الإتحاد الأوروبي ولا أي من دوله الأعضاء بالبوليساريو، و هو موقف لم يتغير رغم أي حضور محتمل لهذا الكيان في الفعاليات الدولية.
ويأتي هذا التأكيد عشية انعقاد الإجتماع الوزاري الذي يهدف إلى تقييم التقدم المحرز منذ القمة السادسة بين الإتحادين الأوروبي و الإفريقي في فبراير 2022، حيث من المنتظر أن يترأس الإجتماع كل من كايا كالاس و الممثل الأنغولي تيت أنطونيو، و زير الشؤون الخارجية و رئيس المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي.
وسيناقش وزراء الخارجية قضايا إستراتيجية تشمل السلام و الأمن و الحكامة، والتعددية، و الإزدهار الإقتصادي، إضافة إلى مواضيع تتعلق بالمواطنين و الهجرة و التنقل.
وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2025 تمثل الذكرى الخامسة والعشرين للشراكة بين الاتحاد الأوروبي و الإتحاد الإفريقي، حيث تظل إفريقيا أولوية جيوسياسية للإتحاد الأوروبي، الذي يحتفظ بمكانة الشريك التجاري و الإستثماري الأول للقارة، بأكثر من 309 مليار يورو من الإستثمارات المباشرة سنة 2022 وحدها.
إضافةً إلى ذلك، يرى مراقبون أن هذا الموقف الأوروبي يعكس التزام بروكسل بالحل السياسي لقضية الصحراء المغربية وفق قرارات الأمم المتحدة، مع رفضها الإعتراف بأي كيان خارج هذا الإطار، مما يعزز موقف المغرب في المحافل الدولية ويؤكد شرعية سيادته على أقاليمه الجنوبية.
كما أن هذا التأكيد الأوروبي يأتي في سياق التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث تسعى العديد من الدول إلى تعزيز إستقرارها عبر دعم الحلول السياسية المتفق عليها دولياً.