الرئيسية

الأسد الإفريقي 2025.. المغرب يعزز قدراته الدفاعية بشراكة إستراتيجية متينة مع واشنطن

هومبريسي فيلال 

في إطار التعاون العسكري المتنامي بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية، انطلقت فعاليات الأسد الإفريقي 2025، أحد أكبر التمارين العسكرية في القارة الإفريقية، بمشاركة أكثر من 30 دولة من أوروبا و إفريقيا و أمريكا اللاتينية و الشرق الأوسط.  

تجري هذه المناورات في عدة مناطق بالمملكة، أبرزها طانطان، حيث خضعت القوات المسلحة الملكية المغربية لتدريبات ميدانية مكثفة على إستخدام نظام القذائف الصاروخية الأمريكي “هيمارس”، الذي يتميز بقدرته على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى تصل إلى 300 كيلومتر. 

هذه التدريبات، التي تمت تحت إشراف خبراء أمريكيين، تهدف إلى تعزيز جاهزية الجيش المغربي و إستيعاب أحدث التقنيات العسكرية في مجال المدفعية الصاروخية. 

ويأتي هذا التطور في سياق صفقة تسليح وافقت عليها وزارة الخارجية الأمريكية عام 2023، بقيمة 524 مليون دولار، تشمل قاذفات “هيمارس”، ذخائر متطورة، و منظومات إتصالات و.تحكم حديثة.

إدماج هذا النظام في العقيدة القتالية للقوات المسلحة الملكية يعكس رؤية إستراتيجية لتحديث الجيش المغربي، و تعزيز قدراته الدفاعية و الهجومية وفق أحدث المعايير العسكرية العالمية.  

إلى جانب التدريبات الصاروخية، يشمل تمرين الأسد الإفريقي مجالات متعددة، مثل الدفاع الجوي، الحرب الكيميائية و البيولوجية، و مكافحة الإرهاب، مما يعزز التنسيق بين الحلفاء و يطور قابلية التشغيل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية و الدولية.  

هذا التعاون العسكري بين الرباط و واشنطن يبعث برسائل واضحة على مستوى الردع، خاصة في ظل التوترات السياسية المتزايدة بالمنطقة. 

فبينما يواصل المغرب تحديث جيشه وفق رؤية متكاملة قائمة على الواقعية و الفعالية و الإنفتاح على الشراكات الدولية، تعاني بعض القوى الإقليمية من عزلة دبلوماسية متنامية، نتيجة سياساتها العدائية و دعمها لمجموعات انفصالية.  

مناورات الأسد الإفريقي 2025 ليست مجرد تمرين عسكري، بل هي تجسيد لشراكة إستراتيجية قوية بين المغرب و حلفائه، تعكس التزام المملكة بتعزيز أمنها القومي، و المساهمة الفاعلة في استقرار المنطقة.

إضافةً إلى ذلك، يرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات تعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في الأمن الإقليمي، حيث توفر فرصة لتبادل الخبرات بين القوات المشاركة، و تطوير التكتيكات العسكرية الحديثة، مما يساهم في رفع جاهزية القوات المسلحة الملكية المغربية لمواجهة التحديات المستقبلية.

كما أن هذه التدريبات تعكس التزام المغرب بتطوير قدراته الدفاعية وفق أحدث المعايير الدولية، مما يعزز موقعه كشريك موثوق في جهود الأمن و الإستقرار العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق