الرئيسية

من الرياح إلى الهيدروجين.. المغرب يفتح آفاقاً جديدة و متقدمة في مجال الطاقات المستدامة

هومبريسع ورديني 

في خطوة تعكس التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، حصلت شركة Metacon السويدية على عقد بقيمة 2 مليون دولار لتوريد محطة تحليل كهربائي مضغوط بقدرة 1 ميغاواط، لصالح إحدى الشركات الكبرى في مجال الطاقة المتجددة بالمغرب، و التي تمتلك محفظة مشاريع ضخمة في طاقة الرياح، تتجاوز 2,000 ميغاواط، مما يعزز مكانة المغرب كمركز ناشئ في مجال الطاقات المستدامة.  

يهدف هذا المشروع إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر بإستخدام طاقة الرياح خارج الشبكة، عبر نظام تحليل كهربائي جاهز و محمول داخل حاويات، مما يمثل خطوة أولى نحو تطوير تقنيات التحليل الكهربائي المرتبطة بطاقة الرياح، تمهيداً لإنتاج صناعي واسع النطاق للهيدروجين الأخضر، و الوقود الإلكتروني، و الأمونيا الخضراء في المغرب، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للإستثمار في هذا المجال الواعد.  

ويأتي هذا المشروع ضمن الإستراتيجية الوطنية المغربية للهيدروجين الأخضر، التي تستند إلى وفرة موارد الشمس و الرياح في المملكة، وتسعى إلى تعزيز موقع المغرب كمزود عالمي موثوق للطاقة النظيفة. 

كما أن قربه الجغرافي من أوروبا، إلى جانب بنيته التحتية المتطورة للربط الطاقي العابر للحدود، يجعله منصة إقليمية واعدة لإنتاج و تصدير الهيدروجين الأخضر، مما يعزز دوره في التحول الطاقي العالمي.  

جدير بالذكر أن المغرب صادق في مارس الماضي على مجموعة مشاريع ضخمة في هذا المجال، تستهدف إنتاج الأمونيا الخضراء، والوقود الصناعي، و الصلب، بإستثمارات إجمالية بلغت 32.5 مليار دولار، مما يؤكد عزمه على أن يكون في طليعة الدول الفاعلة في التحول الطاقي العالمي، حيث تسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية في مجال الطاقات المتجددة.  

إضافة إلى ذلك، يرى خبراء الطاقة أن هذا المشروع يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز إستقلالية المغرب في مجال الطاقة، حيث يمكن للهيدروجين الأخضر أن يلعب دوراً رئيسياً في تقليل الإعتماد على الوقود الأحفوري، و دعم الصناعات المحلية التي تعتمد على مصادر طاقة نظيفة و مستدامة. 

كما أن تطوير هذه التكنولوجيا قد يفتح الباب أمام شراكات دولية جديدة، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للطاقة المتجددة في شمال إفريقيا و أوروبا، و يمنح الإقتصاد المغربي دفعة قوية نحو مستقبل أكثر إستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق