الرئيسية

الأبواب المفتوحة للأمن الوطني.. تجربة تفاعلية مبتكرة و شاملة تعزز الثقة و التواصل (صور)

هومبريسم أبراغ 

في إطار الإحتفال بالذكرى التاسعة و الستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، تحتضن مدينة الجديدة الدورة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة، التي تمتد من 17 إلى 21 ماي 2025 بمركز المعارض محمد السادس  

هذه التظاهرة، التي أصبحت تقليداً سنوياً، تهدف إلى تعزيز جسور الثقة بين المؤسسة الأمنية و المواطنين، و إبراز التطور الذي شهدته مختلف المصالح الأمنية على مستوى التكوين، التكنولوجيا، و الإستراتيجية الوقائية، مما يعكس التزام الأمن الوطني بتحديث منظومته الأمنية و مواكبة التحولات المجتمعية  

تميزت هذه الدورة بحضور شخصيات وطنية و دولية بارزة، من بينها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، و المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، إضافة إلى ممثلين عن الإنتربول و مجلس وزراء الداخلية العرب  

وشهدت الفعالية إقبالاً جماهيرياً واسعاً، حيث توافد آلاف الزوار من مختلف الفئات العمرية و المهنية، في مشهد يعكس الإنفتاح المؤسسي الذي بات يميز عمل الأمن الوطني في السنوات الأخيرة، مما يعزز العلاقة المباشرة بين المواطنين و المؤسسة الأمنية و يكرّس مفهوم الشفافية و الإنفتاح. 

خصصت المديرية العامة للأمن الوطني أكثر من خمسين رواقاً موزعة على ثمانية أجنحة موضوعاتية، تشمل جميع التخصصات و المهن الشرطية، من بينها الشرطة العلمية، التدخلات الخاصة، و مكافحة الجريمة الإلكترونية..

علاوة على ذلك، تم عرض سيارة “أمان” للدوريات الذكية، التي طورتها كفاءات مغربية داخل المديرية، وهي مجهزة بكاميرات بزاوية 360 درجة، و أنظمة تعرف تلقائي على لوحات الترقيم، و برمجيات تعتمد على الذكاء الإصطناعي لتمييز الأشخاص المشبوهين، مما يعكس التطور التقني الذي أصبح أحد الركائز الأساسية في تعزيز الأمن العام.

شهدت هذه الدورة لقاءات مكثفة بين المدير العام للأمن الوطني و نظرائه من دول عدة، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الأمني المشترك، خاصة في مجال تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى و مكافحة الجريمة المنظمة.  

فضلاً عن ذلك، استقبلت الفعالية سفراء و ممثلي 24 دولة، الذين قاموا بجولة ميدانية داخل أروقة المعرض، و اطلعوا على التجهيزات و المعدات الأمنية الحديثة التي توظفها الشرطة المغربية في عملياتها اليومية، وهو ما يعكس أهمية الدبلوماسية الأمنية في تبادل الخبرات و تعزيز التعاون الدولي.

لم تقتصر الفعالية على العروض الأمنية، بل تضمنت أيضاً ورشات تحسيسية حول السلامة الطرقية، حيث تمكن الأطفال من قيادة سيارات صغيرة وسط ممرات مرورية تحاكي الواقع، في مبادرة تثقيفية تجمع بين المتعة و التوعية.

إلى جانب ذلك، تم تنظيم ندوة علمية حول الذكاء الإصطناعي و تطبيقاته في المجال الأمني، بمشاركة باحثين مغاربة و أجانب، مما يعكس توجه المغرب نحو دمج التكنولوجيا المتقدمة في التخطيط الأمني، و هو ما يؤكد حرص الدولة على الإستفادة من الإبتكارات الحديثة لمواكبة التحديات الأمنية المتجددة.

تؤكد هذه التظاهرة على التزام المديرية العامة للأمن الوطني بتعزيز القرب من المواطنين، و ترسيخ مفهوم شرطة القرب، من خلال إتاحة الفرصة للجمهور للإطلاع عن قرب على مختلف المهن الشرطية و الخدمات الأمنية. 

كما تعكس هذه المبادرة رؤية إستراتيجية تهدف إلى بناء علاقة تفاعلية وثيقة بين الأمن و المجتمع، تقوم على الثقة، الشفافية، و التواصل المستمر، حيث يبرز هذا النهج كركيزة أساسية لتعزيز الإستقرار و تحقيق بيئة آمنة للجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق