الرئيسية

الفن الأمازيغي في قلب أوروبا.. تحف نادرة تروي قصة حضارة عريقة و متجذرة عبر الزمن

هومبريسح رزقي 

في قلب مدينة مرسيليا الفرنسية، يحتضن متحف حضارات أوروبا والمتوسط معرضاً فنياً إستثنائياً بعنوان “أمازيغ دورات، حلي، ورموز”، حيث يُسلط الضوء على ثراء و تنوع الثقافة الأمازيغية المغربية عبر عرض 150 قطعة فنية و تحفة تمتد من القرن التاسع عشر حتى اليوم، و يستمر حتى 2 نونبر المقبل، ليكون بذلك أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفي بالتراث المغربي في أوروبا.  

هذا الحدث الفني جاء ثمرة تعاون بين متحف مرسيليا و مؤسسة حديقة ماجوريل بمراكش، حيث تم دمج المجموعات الفنية و الخبرات المتخصصة لتقديم رؤية متكاملة للعالم الأمازيغي، مما يعكس التاريخ العريق و التطور المستمر لهذا التراث الثقافي، و يؤكد أهمية التعاون الدولي في إبراز الهوية الثقافية المشتركة.  

تولت المعمارية والأنثروبولوجية المغربية سليمة الناجي و مدير متاحف حديقة ماجوريل أليكسيس سورنان تنسيق المعرض، مما أتاح فرصة نقل مجموعات فنية مغربية إلى فضاءات جديدة، و إستكشاف دلالات الرموز الأمازيغية و تطورها عبر الزمن، في محاولة لإعادة إدماج هذه المرجعيات الثقافية ضمن رؤية حديثة قائمة على الحوار و التوريث بدلاً من القطيعة و الإندثار، و هو ما يعكس التوجه العالمي نحو الحفاظ على التراث الثقافي وإ عادة تقديمه بأساليب معاصرة.  

يبرز المعرض أعمالاً فنية تعكس استمرارية التقاليد الأمازيغية و قدرتها على التكيف، من بينها أعمال الفنانة مريم الناجي التي توثق تقنيات الحرف التقليدية عبر أفلام موجهة للجمهور، و أعمال أمينة أكزناي التي تتعاون مع نساء ناسجات لإبتكار رموز بصرية مدمجة ضمن أعمال فنية معاصرة، مما يعكس التفاعل بين التراث و الحداثة، و يؤكد أن الفنون التقليدية لا تزال تلعب دوراً محوريًا في المشهد الفني الحديث.  

يضم المعرض مجموعة متنوعة من القطع الفنية تشمل المجوهرات، السيراميك، المنسوجات، الخزف، المنحوتات، الأدوات التقليدية، الصور الفوتوغرافية، الفيديوهات، و التركيبات الفنية و الأرشيفية، مستمدة من متحف بيير بيرجي للفنون الأمازيغية التابع لمؤسسة حديقة ماجوريل، إلى جانب مقتنيات من متحف مرسيليا و مجموعات عامة و خاصة من المغرب، جزر الكناري، و فرنسا، مما يعكس التنوع الجغرافي للتراث الأمازيغي و إمتداده عبر مناطق مختلفة.  

إضافة إلى ذلك، يخصص المعرض فضاءً تفاعلياً يتيح للزوار فرصة تجربة بعض التقنيات الحرفية التقليدية، مثل صناعة الحلي و النسيج اليدوي، مما يعزز فهمهم العميق للمهارات الحرفية الأمازيغية و يمنحهم تجربة ثقافية غنية، حيث يمكن للزوار التفاعل مباشرة مع الحرفيين و إكتشاف أسرار هذه الفنون العريقة.  

هذا الحدث الفني يمثل فرصة فريدة لإستكشاف الرموز الأمازيغية و التعرف على تطورها عبر الزمن، مما يعزز التواصل الثقافي بين الشعوب و يبرز أهمية الحفاظ على التراث الأمازيغي في سياق عالمي متغير، و يؤكد أن الثقافة الأمازيغية ليست مجرد موروث تاريخي، بل هي جزء حي ومتجدد من الهوية الفنية العالمية.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق