
هومبريس – ع ورديني
في إطار الجهود الإنسانية التي ترافق التدريبات العسكرية المشتركة بين المغرب و الولايات المتحدة في “الأسد الإفريقي 2025″، تم إنشاء مستشفى ميداني متكامل بجماعة أنزي، إقليم تزنيت، بناءً على التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
هذه المبادرة تعكس النهج الذي يجمع بين البعدين العسكري و الإنساني، إذ تهدف إلى تقديم خدمات طبية مجانية لسكان المناطق البعيدة و تعزيز الرعاية الصحية، حيث تسلط الضوء على مساهمة القوات المسلحة الملكية في دعم التنمية الإجتماعية من خلال تقديم خدمات علاجية متكاملة و مجهزة بأحدث التقنيات الطبية.
يمتد نشاط هذا المستشفى من 5 إلى 23 ماي الجاري، و يضم طاقماً طبياً مشتركاً من القوات المسلحة الملكية و نظيرتها الأمريكية، يبلغ عدده 271 فرداً بين أطباء و ممرضين، يعملون على تقديم رعاية صحية شاملة للساكنة المستهدفة.
يتيح هذا التعاون فرصة لتبادل الخبرات الطبية بين الجانبين، كما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة عبر تجهيزات متطورة تضمن أعلى معايير العلاج والرعاية، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال تنسيق الجهود في المجالين العسكري و الإنساني، مما يعزز الجاهزية الطبية للقوات المسلحة لمواجهة مختلف الحالات الطارئة.
تم تزويد المستشفى بتجهيزات حديثة، حيث يضم جناحاً إستشفائياً بسعة 20 سريراً قابلاً للتوسعة، إضافة إلى وحدة تعقيم متطورة، و مختبر متكامل للتحاليل الطبية، و قسم للفحص بالأشعة، إلى جانب جناح خاص بطب الأسنان، و صيدلية تتوفر على مختلف العلاجات الأساسية، فضلًا عن مرافق للخدمات الإجتماعية تهدف إلى توفير بيئة علاجية مناسبة للمرضى.
كما يشمل المستشفى مجموعة من التخصصات، منها أمراض القلب و الشرايين، طب النساء، أمراض الجهاز التنفسي، جراحة العظام، طب الأطفال، و الجراحة العامة، مما يتيح تقديم خدمات صحية متكاملة تلبي إحتياجات الساكنة، مع التركيز على تقديم رعاية ذات جودة عالية لجميع الفئات.
منذ بدء تشغيله، استطاع المستشفى تقديم أكثر من 44 ألف خدمة طبية لفائدة 12 ألف مستفيد، إلى جانب إجراء 380 عملية جراحية ناجحة، كما تم توزيع 4268 نظارة طبية و 9068 وصفة دوائية مجانية.
هذه الأرقام تعكس الأثر الإيجابي لهذه المبادرة الصحية التي تهدف إلى تحسين الوضع الصحي بالمنطقة، من خلال توفير فحوصات دقيقة وعلاجات متقدمة، إضافة إلى تخفيف العبء عن المراكز الصحية المحلية و تعزيز سبل الرعاية الطبية في المناطق النائية.
وفي إطار متابعة سير العمل بهذه المنشأة الطبية، قام وفد عسكري رفيع المستوى أمس الأربعاء بزيارة المستشفى السالف الذكر، برئاسة الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب بالمنطقة الجنوبية، و اللواء أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوروبية التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا.
هذه الزيارة تهدف إلى تقييم مدى تقدم الخدمات الصحية المقدمة، و ضمان تحقيق الأهداف الإنسانية لهذه المبادرة، إضافة إلى الوقوف على الجهود المبذولة لتحسين ظروف إستقبال المرضى و ضمان تقديم خدمات علاجية متكاملة تتماشى مع المعايير الطبية الحديثة.
ولم يقتصر دور المستشفى على تقديم العلاجات الطبية، بل تم تخصيص فضاء ترفيهي للأطفال، يهدف إلى خلق بيئة إيجابية لهم أثناء تلقي العلاج.
هذه المبادرة تسهم في تخفيف الضغط النفسي عن المرضى، خاصة الأطفال الذين يحتاجون إلى أجواء داعمة تساعدهم في تجاوز فترات العلاج براحة و سلاسة، إضافة إلى توفير أنشطة ترفيهية تلبي إحتياجاتهم و تساهم في تحسين تجربتهم داخل المنشأة الطبية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن مناورات “الأسد الإفريقي 2025″، التي انطلقت يوم 12 ماي الجاري و تشمل عدة مناطق بالمملكة، من بينها أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير، و تيفنيت، و ذلك بهدف تعزيز التعاون العسكري بين المغرب و الولايات المتحدة، و تحسين التنسيق العملياتي في البيئات متعددة الجنسيات، مما يسهم في دعم الأمن و الإستقرار الإقليمي.
كما توفر هذه التدريبات فرصة مثالية لتطوير المهارات العملياتية و تبادل الخبرات بين القوات المسلحة، مما يضمن جاهزية أفضل لمواجهة التحديات الأمنية و الإنسانية المختلفة.