
هومبريس – م أبراغ
شهد مقر القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، أمس الخميس، حدثاً بارزاً، حيث تم تنظيم حفل رسمي على شرف ممثلي الدول المشاركة في تمرين “الأسد الإفريقي 2025″، الذي يُقام وفقاً للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
ويُعد هذا الحدث العسكري محطة رئيسية في تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول المشاركة، مما يعكس التزام المغرب بتطوير قدراته العسكرية.
خلال كلمته بهذه المناسبة، أكد الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية و قائد المنطقة الجنوبية، أن هذا التمرين العسكري يجسد المستوى المتقدم الذي بلغه التعاون العسكري بين المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن هذه المناورات تعكس التزامًا جماعياً بتعزيز الجاهزية الدفاعية و توحيد المفاهيم العملياتية، بما يتماشى مع المتغيرات الدولية الراهنة، خدمةً لمبادئ الأمن و السلام.
كما شدد على أهمية هذه التدريبات في تطوير التكامل العملياتي بين القوات المسلحة المشاركة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
وأضاف أن المغرب، و وفاءً لتوجيهات جلالة الملك، يولي أهمية قصوى لترسيخ الأمن و الإستقرار في القارة الإفريقية، و ذلك عبر تعزيز الشراكة جنوب-جنوب، سواء من خلال إستضافة أطر عسكرية من عدة جيوش إفريقية ضمن مناورات “الأسد الإفريقي”، أو عبر توفير برامج تكوينية متخصصة لهذه الجيوش في المعاهد و المدارس العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية.
ويأتي هذا النهج في إطار رؤية إستراتيجية تهدف إلى دعم القدرات الدفاعية للدول الإفريقية و تعزيز التعاون الإقليمي، مما يسهم في تحقيق إستقرار طويل الأمد في المنطقة.
من جانبه، شدد الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، على أن العلاقة بين الولايات المتحدة و المغرب تقوم على التعاون العسكري الوثيق و المصالح المشتركة، مؤكداً أن تمرين “الأسد الإفريقي” ليس مجرد مناورة عسكرية، بل هو أكبر تمرين عسكري في القارة الإفريقية، حيث يجمع قوات من دول إفريقية و أوروبية و عالمية لتعزيز التكامل و الجاهزية العملياتية، مما يسهم في تحقيق الأمن و الإستقرار على المستوى الدولي.
كما أشار إلى أن هذه التدريبات توفر فرصة فريدة لتبادل الخبرات بين الجيوش المشاركة، مما يعزز من قدرتها على العمل المشترك في بيئات مختلفة.
يُذكر أن تمرين “الأسد الإفريقي” يُنظم سنويًا بشراكة بين القوات المسلحة الملكية المغربية و القوات المسلحة الأمريكية، و يُعد محطة بارزة لتعزيز التعاون العسكري و تبادل الخبرات بين القوات المسلحة لمختلف الدول.
ويهدف هذا الحدث إلى تحسين التنسيق العملياتي بين الجيوش المشاركة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، و يؤكد على أهمية التعاون الدولي في تحقيق الإستقرار الإقليمي.
وتتواصل فعاليات “الأسد الإفريقي 2025” حتى 23 ماي الجاري، في عدة مناطق مغربية، منها أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير و تيفنيت، حيث يشمل التمرين سلسلة من الأنشطة العسكرية المتقدمة، تهدف إلى تعزيز التنسيق العملياتي بين القوات المشاركة، و تطوير قدراتها الدفاعية وفق أحدث المعايير الدولية.
كما تتضمن التدريبات محاكاة لسيناريوهات واقعية تهدف إلى تحسين الإستجابة السريعة في حالات الطوارئ العسكرية، مما يعزز من جاهزية القوات في مواجهة التحديات الأمنية المختلفة.
إلى جانب الجانب العسكري، يحمل تمرين “الأسد الإفريقي 2025” بعدًا إنسانياً و إجتماعياً، حيث يتضمن أنشطة موازية تهدف إلى دعم المجتمعات المحلية في المناطق المستضيفة.
وتشمل هذه الأنشطة تقديم خدمات طبية مجانية، و برامج تدريبية لفائدة الشباب، إضافة إلى مشاريع تنموية تعكس التزام القوات المسلحة الملكية بتعزيز التنمية المستدامة، مما يجعل هذا التمرين نموذجاً فريداً يجمع بين الجاهزية العسكرية و المسؤولية الإجتماعية.
كما تسهم هذه المبادرات في تعزيز الروابط بين القوات المسلحة و المجتمعات المحلية، مما يعزز من تأثير التمرين على المستويات الإجتماعية و الإقتصادية.