الرئيسية

ثورة في عالم التغذية.. التوابل الحارة قد تكون مفتاح التحكم في الوزن و الصحة المستدامة

هومبريسح رزقي 

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا عن تأثير غير متوقع للتوابل الحارة على سلوكيات تناول الطعام، حيث تبين أنها تساعد في إبطاء سرعة الأكل و تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، مما قد يكون وسيلة فعالة للتحكم في الوزن دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في النظام الغذائي.  

خلال التجارب، قدم الباحثون للمشاركين وجبات تحتوي على مستويات متفاوتة من التوابل الحارة، مثل طبق “تشيلي” بلحم البقر ودجاج “تيكا ماسالا”، ولاحظوا أن الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة الحارة أبطأوا وتيرة المضغ بنسبة 11-18%، مما أدى إلى إنخفاض كمية الطعام المستهلكة بمعدل 46 إلى 64 غرامًا مقارنة بمن تناولوا الطعام المعتدل.  

المثير للإهتمام أن المشاركين لم يشعروا بأي تغيير في مستوى الشبع أو متعة التذوق، مما يشير إلى أن تأثير التوابل الحارة يرتبط بتحفيز آلية طبيعية للضبط الذاتي، حيث أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تناولوا الأطباق الحارة قللوا عدد اللقمات في الدقيقة، مما عزز الأكل الواعي دون التأثير على الإستمتاع بالوجبة.  

إضافة إلى الفوائد الصحية التي كشفت عنها الدراسة، يشير الباحثون إلى أن التوابل الحارة قد تلعب دوراً في تحسين عملية الهضم، حيث تساعد على تحفيز إفراز العصارات الهضمية و تعزيز إمتصاص العناصر الغذائية بشكل أكثر كفاءة. 

كما أن بعض المركبات الموجودة في الفلفل الحار، مثل الكابسيسين، قد تساهم في تحفيز عملية الأيض، مما يساعد في حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع.

 هذه الفوائد تجعل التوابل الحارة خياراً مثالياً ليس فقط للتحكم في كمية الطعام المستهلكة، و لكن أيضاً لتعزيز صحة الجهاز الهضمي و التمثيل الغذائي.  

وأكد الباحثون أن الإستخدام المعتدل للتوابل الحارة يمكن أن يكون أداة فعالة للتحكم في حجم الحصص الغذائية و الحد من الإفراط في تناول الطعام، خاصة في ظل إنتشار ثقافة الوجبات السريعة. 

كما أن هذه النتائج تفتح الباب أمام إستراتيجيات جديدة تعتمد على تعديل النكهات لتعزيز العادات الغذائية الصحية دون فرض قيود صارمة على النظام الغذائي.  

هذه الدراسة تقدم رؤية جديدة حول كيفية تأثير النكهات على سلوكيات الأكل، مما قد يساعد في تطوير ممارسات غذائية أكثر توازناً دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في العادات اليومية. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق