الرئيسية

نيروبي تجمع قادة الدفاع الأفارقة.. المغرب يرسخ دوره المحوري في تعزيز الأمن الإقليمي

هومبريسم أبراغ 

بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يشارك وفد مغربي رفيع المستوى، برئاسة اللواء عبد الكريم نجار، في مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة 2025، الذي تحتضنه العاصمة الكينية نيروبي من 26 إلى 31 ماي 2025، تحت شعار “تعزيز الأمن الأفريقي، و إستدامة وحدة الجهود”.  

يعد هذا المؤتمر، الذي تستضيفه القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) بالتعاون مع قوات الدفاع الكينية، منصة استراتيجية تجمع قادة عسكريين من 36 دولة أفريقية لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة، وتعزيز التعاون الإقليمي، و تطوير الشراكات الدفاعية في ظل بيئة أمنية عالمية متقلبة و معقدة.  

وقد سجل الوفد المغربي حضوراً بارزاً في الندوات و الموائد المستديرة، حيث سلط الضوء على إسهامات القوات المسلحة الملكية في مكافحة الإرهاب، و التصدي للتهديدات العابرة للحدود، إضافة إلى جهود المملكة المغربية في تكوين و تأهيل الكوادر العسكرية للدول الإفريقية الشقيقة، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة.  

كما أكد الوفد المغربي إستعداد المملكة لتعزيز التعاون العسكري جنوب-جنوب، عبر توسيع الشراكات الدفاعية، و تكثيف برامج التكوين والتدريب، بما ينسجم مع الرؤية الإستراتيجية التضامنية التي تنتهجها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.  

وعلى هامش المؤتمر، استقبل اللواء تشارلز مريو كاهاريري، رئيس قوات الدفاع الكينية، الوفد المغربي، حيث أعرب عن رغبته في تعزيز التعاون العسكري بين المغرب و كينيا، و الإرتقاء به إلى مستوى التطلعات المشتركة التي تحددها التوجيهات السامية للقيادتين العليتين في البلدين.  

وفي كلمته، شدد الجنرال مايكل لانجلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، على أهمية توحيد الجهود لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، مشيرًا إلى أن التحديات الأمنية الحديثة، مثل النزاعات القبلية، و الصراعات الإقتصادية، و أزمات النازحين، تتطلب تعاوناً إقليمياً مكثفاً لضمان إستقرار القارة الإفريقية.  

من جهته، أكد العميد جورج ديتريش، مدير الخدمات اللوجستية في أفريكوم، أن المؤتمر يوفر منصة للحوار المفتوح و تبادل المعرفة حول التقنيات العسكرية الناشئة، و التعليم العسكري المهني، و التعاون المدني-العسكري، مما يعزز جاهزية الجيوش الإفريقية لمواجهة التحديات المستقبلية.  

إضافة إلى ذلك، ناقش المؤتمر أهمية تعزيز الأمن السيبراني في القارة الإفريقية، حيث تم التأكيد على ضرورة تطوير إستراتيجيات دفاعية رقمية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة، و التي أصبحت تشكل تحدياً رئيسياً للأمن القومي للدول الإفريقية. 

كما تم التطرق إلى إمكانية إنشاء مركز إفريقي مشترك للأمن السيبراني، يهدف إلى تبادل المعلومات و التنسيق بين الدول الأعضاء لضمان حماية البنية التحتية الحيوية و تعزيز القدرات الدفاعية الرقمية.  

هذا الحدث يمثل نقطة تحول في التعاون العسكري الإفريقي، حيث يرسخ المغرب موقعه كفاعل رئيسي في تعزيز الأمن و الإستقرار بالقارة، و يؤكد التزامه الراسخ بدعم الجهود الإقليمية و الدولية لضمان مستقبل أكثر أماناً و إستقراراً لإفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق