
هومبريس – ج السماوي
في لقاء رفيع المستوى جمع بين رشيد الطالبي العلمي و بدر عبد العاطي أمس الخميس بالعاصمة الرباط، تم التأكيد على أن الدبلوماسية البرلمانية أصبحت ركيزة أساسية لتعزيز الشراكة بين المغرب و مصر، و الإرتقاء بها إلى مستوى التنسيق الإستراتيجي في المحافل الإقليمية و الدولية
المباحثات ركزت على آليات التعاون البرلماني، حيث تم الإتفاق على تبادل الخبرات التشريعية، و تنظيم زيارات عمل مشتركة، و تفعيل لجان الصداقة البرلمانية، إلى جانب تنسيق المواقف داخل الإتحاد البرلماني العربي و الدولي، مما يتيح دعم القضايا ذات الأولوية للبلدين و الدفاع عن المصالح المشتركة
الطالبي العلمي شدد على أن العلاقات المغربية-المصرية ضاربة في عمق التاريخ، و تستند إلى وشائج ثقافية و روحية ودبلوماسية متينة، مؤكداً أن مجلس النواب المغربي يضع تقوية الإندماج العربي-الإفريقي في صلب أولوياته، ويرى في البرلمان المصري شريكاً طبيعياً لتبادل التجارب في التشريع، مراقبة العمل الحكومي، و تقييم السياسات العمومية
من جانبه، أكد بدر عبد العاطي أن مصر تنظر إلى المغرب بوصفه فاعلاً محورياً في إفريقيا و بوابة طبيعية نحو أوروبا و أمريكا اللاتينية بفضل إتفاقيات التبادل الحر، مشيراً إلى أن القاهرة تعول على توسيع التعاون البرلماني ليشمل الملفات الإقتصادية، مثل الطاقة الخضراء، صناعة السيارات، و السياحة الثقافية و الدينية، فضلاً عن التنسيق المشترك في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، الأمن المائي، و مكافحة الإرهاب
كما أشاد الطرفان بالدينامية الإصلاحية التي تشهدها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، خصوصاً في تطوير البنيات التحتية الكبرى، النموذج التنموي الجديد، و مبادرات الإنفتاح على الفضاء الأطلسي
في ختام اللقاء، تم الإتفاق على إعداد برنامج عمل مشترك للفترة 2025-2027، يتضمن جلسات استماع حول الهجرة و التنمية، ورشات للتكوين المتخصص في التشريع المالي، و إطلاق جائزة سنوية لأفضل دراسة مقارنة في السياسات العمومية بين البلدين
كما وجه الطالبي العلمي دعوة رسمية إلى حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، للقيام بزيارة عمل إلى المغرب خلال الدورة البرلمانية المقبلة، بهدف توقيع بروتوكول تعاون محيّن يواكب التحديات الجديدة و يرسّخ الشراكة البرلمانية المغربية-المصرية على أسس مؤسسة و فعالة
في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، شدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون البرلماني في مواجهة التحديات الإقليمية و الدولية، حيث تم التأكيد على ضرورة تكثيف التنسيق داخل المنظمات الدولية لضمان تمثيل قوي للمصالح العربية و الإفريقية.
كما ناقش الجانبان سبل دعم الدبلوماسية الإقتصادية من خلال تشجيع الإستثمارات المشتركة، و تعزيز التكامل التجاري بين البلدين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة و مواجهة التحديات الإقتصادية العالمية.