
هومبريس – ج السماوي
في قلب موسكو، وسط تجمع عالمي لأجهزة الأمن و الإستخبارات، كان هناك حضور مغربي لافت جذب أنظار الصحافة الدولية.
عبد اللطيف حموشي، الرجل الذي أصبح إسمه مرادفاً للحنكة الأمنية، يقف بين ممثلي أكثر من مئة دولة، ليؤكد أن المغرب لم يعد مجرد لاعب إقليمي، بل قوة أمنية ذات تأثير عالمي.
الصحافة الإسبانية، و على رأسها جريدة لاراثون، تواصل تسليط الضوء على الدور الأمني المتنامي للمغرب، مؤكدة على الثقل الدولي المتزايد الذي باتت تحظى به الأجهزة الأمنية المغربية.
في تغطيتها لاجتماع موسكو الثالث عشر لأجهزة الأمن و الإستخبارات، أبرزت الصحف الإسبانية، و منها لاراثون، المشاركة المغربية المميزة، معتبرة أن حضور عبد اللطيف حموشي إلى جانب ممثلين عن أكثر من مئة دولة و منظمات دولية و إقليمية يعكس المكانة الإستراتيجية التي يحتلها المغرب ضمن خارطة التعاون الأمني العالمي.
اهتم الإعلام الإسباني بمداخلة حموشي خلال المنتدى، حيث شدد على أهمية التعاون العادل و المتساوي بين الدول، و اعتبر أن هذا التعاون يمثل حجر الزاوية في البنية الأمنية القادرة على مواجهة التحديات الإستراتيجية الراهنة.
كما أكد أن تحقيق أمن جماعي فعال يتطلب تبادلاً فورياً و آمناً للمعلومات حول التهديدات، وفق مبدأ المنفعة المتبادلة.
كما سلطت لاراثون الضوء على اللقاءات الثنائية التي عقدها حموشي على هامش المؤتمر مع عدد من مسؤولي أجهزة الأمن و المخابرات، و من بينهم كبار المسؤولين في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، مشيرة إلى أن ذلك يعكس إنفتاحاً إستخباراتياً متعدد الأبعاد للمغرب، لا يقتصر فقط على شركائه التقليديين في الغرب، بل يمتد أيضاً نحو الشرق و أوراسيا.
يأتي هذا الإهتمام الإعلامي الإسباني ضمن سياق أوسع يعكس الإعتراف المتزايد بدور المغرب المحوري في استقرار المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية المشتركة مثل الهجرة غير النظامية، الإرهاب، وتهريب المخدرات.
وتبرز متابعة الإعلام الإسباني لتحركات المسؤولين المغاربة، خاصة الأمنيين منهم، تحولاً في النظرة الرسمية بمدريد تجاه الرباط، حيث لم تعد تعتبرها مجرد جار جنوبي، بل شريكاً إستخباراتياً إستراتيجياً أثبت فاعليته و أصبح رقماً صعباً في المعادلات الأمنية الإقليمية و الدولية.
إلى جانب التركيز على التعاون الأمني، سلطت الصحافة الإسبانية الضوء على التطور التكنولوجي الذي باتت تعتمد عليه الأجهزة الأمنية المغربية في مكافحة التهديدات الحديثة.
وأشارت التقارير إلى أن المغرب أصبح رائداً في إستخدام الذكاء الإصطناعي و تقنيات تحليل البيانات لتعزيز الأمن الداخلي و الخارجي، مما يعزز مكانته كقوة أمنية متقدمة على الصعيد الدولي.