هومبريس – ح رزقي
في لحظة مؤثرة ومليئة بالتقدير، كرّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، روح العريف أول كريم تمارة، أحد جنود القوات المسلحة الملكية المغربية، الذي فقد حياته أثناء أداء واجبه في جمهورية الكونغو الديمقراطية ضمن بعثة حفظ السلام الأممية.
وسط أجواء من الاحترام والامتنان، مُنحت ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة للجندي المغربي، في إحتفالية رسمية أقيمت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بحضور السفير عمر هلال و المستشار العسكري للبعثة المغربية الكولونيل نجيم أسيد، إلى جانب كبار مسؤولي المنظمة الدولية.
هذا التكريم لم يكن مجرد لحظة رمزية، بل جاء ضمن اللقاء السنوي الذي تنظمه الأمم المتحدة لتخليد ذكرى أكثر من 4400 عنصر من قوات حفظ السلام الذين فقدوا أرواحهم منذ عام 1948، من بينهم 57 فرداً خلال العام الماضي، في تأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه هذه القوات في تحقيق الإستقرار العالمي.
إلى جانب الإشادة بتضحيات العريف أول كريم تمارة، تم توشيح ثلاثة ضباط مغاربة يعملون بإدارة عمليات السلام في نيويورك، في خطوة تعكس التقدير الدولي لمساهمات المغرب في دعم جهود السلم و الأمن العالميين.
يُذكر أن المغرب يعد من بين أكبر عشر دول مساهمة بقوات في بعثات حفظ السلام الأممية، حيث يشارك بأكثر من 1700 عنصر ضمن بعثات الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية و إفريقيا الوسطى، مما يعكس التزامه المستمر بدعم الإستقرار الدولي.
ويأتي هذا التكريم تزامنًا مع اليوم الدولي و حفظة السلام، الذي يُخلد في 29 ماي من كل عام، إعترافاً بالدور الحيوي الذي يلعبه أفراد القبعات الزرق في مناطق النزاع حول العالم.
لطالما كانت عمليات حفظ السلام حجر الزاوية في إستراتيجيات الأمم المتحدة لتعزيز الأمن الدولي.
ومع تصاعد النزاعات المسلحة حول العالم، تتجه الجهود نحو تحسين كفاءة هذه البعثات عبر تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، و زيادة الموارد المخصصة لهذه العمليات، و ضمان توفير التدريب اللازم للعناصر المشاركة.
في هذا السياق، تبرز أهمية الشراكة بين الأمم المتحدة و الدول المساهمة، مثل المغرب، في تحقيق الأهداف المرجوة، الأمر الذي يعزز مكانة المملكة كفاعل أساسي في جهود إحلال السلام العالمي.
