هومبريس – ح رزقي
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز النجاعة الطاقية في المرافق الدينية، كشف وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن برنامج طموح يهدف إلى تحديث المساجد عبر اعتماد الطاقات المتجددة و تقنيات ترشيد الإستهلاك، مما يعكس رؤية مستقبلية لتقليل إستهلاك الطاقة و تحقيق الإستدامة البيئية.
خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أعلن الوزير عن تجهيز 6255 مسجداً بمعدات النجاعة الطاقية، تشمل مصابيح منخفضة الإستهلاك، و سخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، و حلول كهروضوئية لتوليد الكهرباء، مما يسهم في خفض إستهلاك الطاقة بنسبة 43% في المساجد المستفيدة.
ويستهدف البرنامج توسيع نطاقه ليشمل 1704 مساجد إضافية بحلول نهاية عام 2025، في إطار الخطة الوطنية لتقليل إستهلاك الطاقة بالمرافق العمومية بنسبة 20% بحلول 2030.
كما تم إطلاق دورات تكوينية شارك فيها 264 إطاراً، إلى جانب ورشات تحسيسية لأكثر من 1000 مشارك، بهدف رفع الوعي بتقنيات النجاعة الطاقية و ضمان تطبيقها الفعّال.
وفي خطوة لتعزيز الشفافية والجودة، تم إحداث نظام لمنح علامة “مسجد أخضر”، حيث حصل 1900 مسجد على هذا التصنيف حتى الآن، مع استمرار العمل لمنح العلامة لباقي المساجد المستفيدة.
كما تم تطوير برنامج معلوماتي لتتبع الإستهلاك، و إعتماد نظام مراقبة ذكي لضمان تحقيق الأهداف الطاقية المرجوة.
إلى جانب تحسين كفاءة الطاقة، يهدف البرنامج إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال إدراج تقنيات حديثة تتيح للمساجد تحقيق إستقلالية طاقية أكبر.
سيتم العمل على تطوير أنظمة ذكية للتحكم في إستهلاك الكهرباء والمياه، مما يضمن إدارة أكثر كفاءة للموارد و يقلل من التكاليف التشغيلية.
كما يشمل البرنامج شراكات مع مؤسسات بحثية و جامعات لتطوير حلول مبتكرة في مجال الطاقات المتجددة، مما يفتح المجال أمام إعتماد تقنيات أكثر تطوراً مستقبلاً.
هذه المبادرات تعكس التزام المغرب بتعزيز الإستدامة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المرافق الدينية، لضمان بيئة أكثر نظافة و كفاءة.
بهذا البرنامج الطموح، يضع المغرب أسساً قوية لمساجد مستدامة و موفرة للطاقة، مما يعكس التزاماً حكومياً واضحاً بتعزيز الإستدامة البيئية في المرافق الدينية.
