الرئيسية

هل تعاني من الإرهاق المزمن..؟ إليك الفحوصات الطبية الدقيقة التي تكشف السبب الحقيقي

هومبريسح رزقي 

هل سبق لك أن شعرت بإرهاق شديد لدرجة أنك بالكاد تستطيع رفع رأسك عن الوسادة؟ ربما تظن أن السبب هو ضغط العمل أو قلة النوم، لكن ماذا لو كان هناك عامل خفي يؤثر على طاقتك دون أن تدركه؟ 

التعب المستمر قد يكون أكثر من مجرد إرهاق عابر، بل قد يكون إشارة خفية إلى إضطرابات في الغدة الدرقية تؤثر على جودة الحياة بشكل ملحوظ. 

وفقاً للدكتورة كاميليا تابييفا، أخصائية الغدد الصماء و الطب الوقائي، فإن هذا النوع من التعب قد يصل إلى درجة تعيق النشاط اليومي، حيث يعاني المرضى من النعاس المفرط، ضعف الطاقة، النسيان، و التورم، دون إدراك أن السبب قد يكون مرتبطاً بوظائف الغدة الدرقية.  

المشكلة الأساسية تكمن في أن العديد من الأشخاص يخطئون في تفسير هذه الأعراض، فيعزونها إلى ضغوط العمل، التغيرات الموسمية، التوتر، أو حتى سوء التغذية، مما يدفعهم إلى تجاهلها و عدم إستشارة الطبيب.

لكن عندما تتفاقم الحالة وتبدأ في التأثير على إيقاع الحياة اليومية، يدركون أن الأمر يتجاوز مجرد إرهاق عابر، ليكتشفوا أن السبب الحقيقي هو قصور الغدة الدرقية.  

من ناحية أخرى، فإن فرط نشاط الغدة الدرقية أو ما يُعرف بـ التسمم الدرقي قد يؤدي أيضاً إلى الشعور بالضعف، لكنه غالباً ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل زيادة معدل ضربات القلب، ارتعاش الأصابع، و فقدان الوزن غير المبرر.  

وتوضح الدكتورة تابييفا أن التعب الناتج عن إضطرابات الغدة الدرقية يختلف عن الإرهاق العادي، حيث يصفه المرضى بأنه شديد للغاية، لدرجة أنهم يشعرون بعدم القدرة على رفع رؤوسهم عن الوسادة، أو أنهم ينامون لساعات طويلة و مع ذلك يستيقظون منهكين تماماً.

كما يواجه البعض صعوبة في النهوض صباحاً، و يشعرون بإنخفاض حاد في الطاقة يمنعهم حتى من ممارسة الرياضة أو أداء المهام اليومية البسيطة، و قد يصل الأمر إلى نوبات بكاء متكررة دون سبب واضح.  

لذلك، إذا لاحظ الشخص تغيراً مفاجئاً في نشاطه و حيويته، فمن الضروري إستشارة طبيب الغدد الصماء و إجراء فحوصات الدم، حيث يمكن للطبيب تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن خلل في وظائف الغدة الدرقية بدقة، و.وصف العلاج المناسب لإستعادة التوازن الصحي.  

إلى جانب تأثير اضطرابات الغدة الدرقية على الطاقة و النشاط، يمكن أن تؤثر أيضاً على الصحة النفسية، حيث يعاني بعض المرضى من تقلبات مزاجية حادة، قلق مستمر، و حتى أعراض الإكتئاب.

هذه التغيرات النفسية قد تكون نتيجة إختلال مستويات الهرمونات، مما يجعل التشخيص المبكر و العلاج الفعّال أمراً ضرورياً للحفاظ على التوازن العاطفي إلى جانب الصحة الجسدية.  

بالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن أن تلعب العادات الصحية دوراً كبيراً في تحسين وظائف الغدة الدرقية و تقليل تأثيراتها السلبية.

إتباع نظام غذائي غني باليود والسيلينيوم، ممارسة الرياضة بإنتظام، والحفاظ على نمط نوم صحي يمكن أن يساعد في دعم صحة الغدة الدرقية و تقليل الأعراض المرتبطة بها، مما يعزز جودة الحياة بشكل عام. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق